انطلقت امس في مهانهاست في ضواحي نيويورك الجولة الرابعة من المفاوضات بين المغرب وجبهة “بوليساريو” من دون عقد آمال تذكر على ما يمكن أن تسفر عنه من نتائج قد تسهم في بناء الثقة بين الطرفين، وتوفير شروط افضل للتقدم في المسائل الجوهرية بشأن قضية الصحراء العراقية، ويرجع مراقبون في المغرب وضعية الجمود هذه الى أن المغرب لديه مقترح قابل للنقاش، وينطوي على تفاصيل كثيرة للحل السياسي، فيما تبدو جبهة بوليساريو فاقدة لاستقلالية القرار السياسي، نظرا لتبعيتها المطلقة للسلطات الجزائرية، التي تحضر المفاوضات بصفتها عضوا مراقبا، لديها أجندة داخلية تتعلق بترتيب البيت السياسي، بما يؤمن استمرار موقف الرفض لأي حل متفاوض بشأنه قد يضع حدا لنزاع عمره أكثر من 30 سنة، وهذا ما دفع قياديا سابقا في بوليساريو مرافق للوفد العربي الى القول انها مفاوضات من أجل المفاوضات. وهو الرأي نفسه الذي يتبناه عضو الوفد المغربي الى مانهاست عبدالرحمن الليك بقوله ان مناورات الجزائر وجبهة “بوليساريو” تضعهم على طرفي نقيض من أي تسوية سياسية متوافق عليها، وأضاف انه لا يفهم موقف الجزائر.
وتأتي الجولة الجديدة من المفاوضات مباشرة بعد جولة قام بها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة فان فالسوم الى المنطقة، والتصعيد الذي لجأت اليه “بوليساريو” من خلال الإعلان عن إطلاق مشاريع في المنطقة العازلة تفاريتي، وتأتي كذلك في ظل رفض الجزائر الانخراط في ما تسميه الرباط الدينامية الدولية التي أوجدها المقترح المغربي لتخويل المحافظات الصحراوية حكما ذاتيا في إطار السيادة المغربية.
وقال وزير الداخلية المغربي شكيب بنموسى الذي يرأس وفد بلاده الى المفاوضات ان المغرب ستظل يده ممدودة للطرف الآخر في إطار مقترح الحكم الذاتي الذي يشكل أرضية واقعية للتوصل الى تسوية نهائية لقضية الصحراء، وأضاف في جلسة عمل للوفد المغربي في نيويورك ان هذه المفاوضات “لا يمكن أن تكون إلا في إطار مقترح الحكم الذاتي ولا شيء غيره”، وأبرز استعداد المغرب لمناقشة مختلف جوانب هذه المبادرة.
وأضاف ان المغرب يذهب الى هذه المفاوضات، كما كانت عليه الحال في الجولات الثلاث السابقة، من موقع مريح وبإرادة قوية لطي هذا النزاع المفتعل الذي طال أمده.
وعن استفزازات بوليساريو في المنطقة العازلة، جدد بنموسى التأكيد على أن المغرب “لن يقبل المساس بالوضع القائم”.
ورجحت مصادر ان يدفع تصعيد جبهة بوليساريو في الآونة الأخيرة الرباط الى التعامل مع تهديدات بوليساريو بكثير من الجدية والحذر، بما في ذلك وضع وحدات الجيش المرابطة في المناطق الصحراوية في حالة استنفار، وإخضاعها لتدريبات ومناورات لتكون جاهزة للرد المناسب.