لاشك ان الكثير منا على يقين بنصر الله لكن اين العمل لليقين ، فرسولنا الكريم خاطبه الله فقال " واعبد ربك حتى يأتيك اليقين " . واليقين هنا الموت .
ولكن يقينا نحن فى النصر يشبه كثيرا ما كان من امر أهل الأحزاب حينما إحتدم الامر وضاقت عليهم الارض بما رحبت وبلغت القلوب الحناجر وظنوا بالله الظنون،
هنالك كان يقين رسول الله ومن هو على شاكلته تسرب الى الكثير منهم حتى تحقق النصر ولعل حالنا يكاد يشبه ما كان عليه ممن قالوا حينما اعترض المؤمنين صخرة بالخندق وأخذ رسول الله المعول واطاح بها وكان كلما ضرب ضربة بشر اصحابه بملك كسرى وكيسر وبلاد الشام فكان رد الكثير : يتوعدنا بملك كسرى وكيسر وأحدنا لايأمن على بولته اى لايأمن ان يذهب لوحده لقضاء بولته .
ولعل هذا فرق واضح بين من كان اليقين راسخ بقلبه ومن هو فى شك من هذا ،
ولعل الامر يتبين كثيراً فى الاونة الاخيرة حينما زار مصر والبلاد العربية رئيس اكبر دولة ، علق الكثير منا حتى العوام بل وقيادى الامة اعنى " المثقفين"على تلك الزيارة واستبشروا وعلقوا الامال فى تحقيق الأحلام على يد هذا الرجل ونسوا او تناسوا انه من ( الصليبين ) " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " .
فاليقين فى النصر لكى يتحقق لابد له من شروط :
منها الا تشرك فى يقينك بالله شيئ ولعل الامر يتضح من خلال قرأة السير لغزوة حنين حينما اغتر المسلمون بكثرة عددهم كانت الدائرة عليهم فى معرض الغزو ولولا يقين رسول الله ورشد كثير من المسلمين الذى نحن بأمس الحاجة اليه فليس الرشد لمن بلغ الاربعين او الخمسين ولكن الرشد لمن وعى وادرك حقائق الامور فكثيراً من الفاتحين كان لايتجاوز الواحد فيهم سنه العشرين بل ان صلاح الدين اشترك معه عمه شيركوه بحملاته ضد الصليبين وكان لايتعدى السادسة عشر ومحمد الفاتح ومن هو محمد الفاتح هو فاتح القسطنطينية البالغ من العمر عشرين عاما ولو علمتم كيف فتحها بعد ان حاول الكثير من الامويين ان يفتحها حتى معاوية نفسه سير اليها الجيوش سبع حملات ليفتحها حتى ينال شرف حديث رسول الله " لتفتحن القسطنطينية فلنعم القائد قائدها ولنعم الجند ذلك الجند " وسوف افرد حديثاً خاصاً لهذا ان قدر لنا اللقاء .
وما اود ان اختم به ان على الجميع صغيراً كان اوكبير أن يعى أن الامر جد خطير وان الامة قد تكون انت وانا سببا فى انكسارها فخطورة الامر يصل الى حد خطورة الكلمة التى يلقاها العبد لا يلقى لها بالاً تهوى به سبعين خريفا وذلك من سخط الله فنحن اليوم ومن قبل اخشى ان اقولها ولكن بحق نحن نستحق ما نحن فيه .
فلما لانسعى لنغير الوضع فكل منا يسعى الى تغيير مستواه الاقتصادى فلما لا تسعى لاصلاح دنياك بدينك فالقوامة كل القوامة فى الدين ولعل الامثلة كثيره فكم صحابى ملك الدنيا والاخرة اليس ابى بكر من اثرياء المسلمين ومع ذلك نال شرف خطاب الله له ( الله راض عنك فهل انت راض عن الله )
فلنرجع الى رشدنا ولندرك حقيقة الامور .
والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل .