!
إذا كنت من مدخني الشيشة, فاقرأ بعناية هذه النتائج التي انتهت إليها دراسة بحثية مصرية رائدة, فجرت أكثر من مفاجأة في وجه هذه الظاهرة التي شهدت في السنوات الأخيرة انتشارا سرطانيا بين مختلف الأعمار من الجنسين, فيما يشبه الموضة التي اجتاحت بصفة خاصة منطقة الشرق الأوسط.
فقد ساد اعتقاد خاطيء بأن تدخين الشيشة أكثر أمانا من السجائر, وظن البعض أن وجود المياه كوسيط, ينقي الدخان من سمومه ويلطف من درجة حرارته, ولذلك قرر فريق بحثي علمي متكامل, من دكاترة كليتي الهندسة والطب, دراسة الآثار السلبية لتدخين الشيشة علي صحة الإنسان, وتمكن الفريق المكون من الدكتور مدحت المسيري أستاذ الهندسة الفيزيائية والطبية, والدكتور مصطفي كمال أستاذ الصحة العامة, والدكتور طارق العربي بمركز الوقاية من أخطار البيئة بمشاركة مجموعة من المهندسين, من ابتكار جهاز إلكتروني يعمل بالكمبيوتر ليحاكي آلية تدخين الإنسان للشيشة, ويتكون من اسطوانة تماثل حجم الرئة ويتحرك بداخلها مكبس ليحاكي عملية سحب النفس, وعند عودة المكبس يتم طرد الدخان إلي أجهزة التحليل الكيميائي والفيزيائي بعد أن يكون قد بقي بداخله مدة تماثل بقاءه في صدر المدخن.
وتمكن الفريق من الوصول إلي نتائج بالغة الأهمية, أهمها أن درجة حرارة الفحم والدخان تزيد علي450 مئوية, وهي درجة عالية جدا لا تستطيع المياه تبريدها, كما أكدت التجربة إمكان انتقال الميكروبات والفيروسات من صدر المدخن ورئتيه للمياه التي لا تتغير من مدخن لآخر, كما وجد أن تدخين25 جراما من المعسل يعادل تدخين أكثر من60 سيجارة, حيث يبتلع المدخن في كل جرعة دخان ما يساوي500 إلي600 سم مكعب يملأ بها صدره دفعة واحدة, كذلك وجد أن جرعات الدخان تفقد الرئة مرونتها.
وقد أبدت منظمة الصحة العالمية, والعديد من مراكز البحث والجامعات الأمريكية إعجابها بدقة النتائج التي يظهرها الجهاز, والتي ترشح مصر لكي تكون مركزا عالميا لأبحاث شديدة التخصص, ووضع تقنين عالمي ومواصفات للمخاطر البيئية والصحية لتدخين الشيشة.