وصيـــة أم لأبنتها ليلة زفافهــــا
منك خلقت حواء يا سيدي يا نبي الله يا آدم يا أبانا , ولك خلقت , ولولاكما ما كان الذي كان
وعصا إبليس ربه في السماء وقتل قابيل هابيلا .. ..فلما هذا الجرم الشنيع ؟ ألحسد ؟.. مكر ؟
أم لسوء تربية و تنشئة..؟... ما آل إليه الوضع عبر حقبات الزمان وتعاقب الليل والنهار
وما خالط من جور واستعباد ومذلة وهوان ورق لبناتك فيما بعد يا حواء .. ألا تعلمين ما حدث ...؟ ألست أمنا ..؟ ألست أولى خلق الله من البشر من النساء ...؟ أم أنت هكذا..؟
وانبلج فجر أذاب قطع سحب الطغيان ,وأنير الكون بشمس الرحمن , فاستوت كفتا الميزان
وبدت جلية حقوق الإنسان, على صفحات نقية مشرقة على قلب رسول الرحمة والهداية محمد – صلاة ربي وسلامه عليه- واجبك هذا ...وتلك حقوقك .. فقد ظهر الحق ودمغ الباطل , وكل شيئ خلق بحسبان..... فبان ا لذي بان ... لا أمت فيه ولا عوجا تفطن أيها الإنسان لمكايد الشيطان.....واستعادت أمة الله مكانتها بعد ما ذاقت شديد الويل وضيق العيش والحرمان ..
فكيف كنت ؟ وما أنت عليه وقتها والآن.......
وجاء يوم كان عند ربك مقدرا تقديرا ..مسطرا تسطيرا لحكمة أرادها ..لتعمر الأرض تعميرا
ما بك أيها التائه بين الكثبان .. لهثا جريا ما أطول هذا اللسان...
ها هي أمامك بنت حواء فهل لك أن تحتضنها بأمان .. إنها مثلك لا تحيف ..لا تظلم . لا تستبد
لا تجور .. وتذكر قول رسول الله – عليه الصلاة والسلام ( ..شقائق الرجال...) ...
نعم إنهن شقائق الرجال فإن أنت كنت أهلا لذلك فانظر كيف هي لك ......................؟
وقالت الأم توصي ابنتها:.[ أي بنية إن المرأة لو استغنت عن الزوج بسبب غنى أبويها وشدة حاجتها إليهما لكنت أغنى الناس عن ذلك, ولكن للرجال خلقنا كما خلق لنا الرجال .....
أي بنية .... إن الوصية لو تركت لفضل أدب أو لتقدم حسب لتركت لذلك منك, ولكانت أبعد شيئ عنك , ولكنها تذكير للعاقل وتنبيه للغافل..
أي بنية .إنك تركت البيت الذي فيه نشأت , والعش الذي فيه درجت , إلى بيت لم تعرفيه , وقرين لم تألفيه , قد أصبح بملكه عليك اليوم مليكا , فكوني له أمة , يكن لك عبدا وشريكا , واحفظي مني له خصالا عشرا تكن لك ذكرا ودخرا.......
أما الأولى والثانية: فهي الرضا بالقناعة والمصاحبة له بحسن السمع له والطاعة.
أما الثالثة والرابعة: أن تتفقدي موضع عينيه , وتتعهدي موضع أنفه, فلا تقع عينه منك على قبيح, ولا يشم منك إلا أطيب ريح.
أما الخامسة والسادسة : فتحري لوقت طعامه , والهدوء عنه حين منامه, فإن حرارة الجوع ملهبة , وتنغيص النوم مغضبة.
أما السابعة والثامنة: فالحفاظ على خصوصيته وماله ’, والاهتمام بحشمه وعياله , فإن الخصلة الأولى من التدبير والثانية من حسن التقدير.
أما التاسعة والعاشرة : فلا تفشي له سرا , ولا تعصي له أمرا , فإنك إن أفشيت سره أوغرت صدره , وإن عصيت أمره لم تأمني غدره ,ثم اتقي الفرح عنده إن كان ترحا , والحزن بين يديه إن كان فرحا , فإن الأولى من التقصير والثانية من التكدير . واعلمي يا بنية أنك أشد ما تكونين له إعظاما أشد ما يكون لك إكراما , وأشد ما تكونين له موافقة أطول ما تكونين له مرافقة.....
والله يصنع الخير .... أستودعك الله ]
ها الآن يا بنت حواء ..آن لك أن تثبتي وتركبي مركب العز والدلال والقيادة فلا سؤال...
تمعني ..؟ ادرسي..؟ افحصي. ما سبق من المقال.....إني والله لأشم فيك رائحة التقوى والتقى فاحرصي ألا تضيعيها .. فيصيبك ما أصاب وحل وكسا شرائح كثيرة من بنات هذا الزمان
يا ابنة الإسلام خذي عني ما قلت ودققي فيما أفضت . فإن أنت وجدت فيه من الحلاوة وطيب الحديث فعضي عليه بالنواجذ , وما أخالك إلا فاعلة , ولأمر الله راضية مقبلة ...
يا ابنة الإسلام الدنيا ومهما طال شروق شمسها فهي آفلة مثل شمسها . وإن تسرمد نور هلالها فهي زائلة تماما مثل هلالها... استنبت فيك من الحياء بل الحياء كله لأنه سرك وجمالك وعفتك وطهارتك ونقاؤك .. فكوني للوصية كما القلادة للعنق هي... كوني مخبتة لله رب العالمين.. أخاطب فيك يا ابنة الإسلام الخلق .. نعم الخلق ولا شيئ غير الخلق خلق محمد –صلاة ربي وسلامه عليه- وما كان خلقه عليه الصلاة والسلام إلا القرن .. وهذا بين يديك
منك قريب ومنزله ليس عنك ببعيد ..فاسأليه العفو والعافية والستر وبياض الوجه يوم العرض
أنا لا أعدك بزخرف الحياة ولا ألوان طيفها لأني قد طلقتها ثلاثا .. إني أب ووالد .. وإني لمسؤول عن تصرفاتي وكلماتي أمام الله حيث عليه يوما وافد .فقط اطلب منك ومنهن
الدعاء ليس إلا ..........
إبراهيم تايحي