حديث الجمعة الثالثة
كثيرا ما تحمل لنا صفحات بعض الجرائد اليومية من أنباء هي أقرب للأساطير منها للواقع والحقيقة , أقول ذلك لأن الذي نقرأه على صفحات تلكم الجرائد من أخبار تخص ظاهرة التبذير والإسراف خلال أيام هذا الشهر الكريم فاقت حد الخيال , فرغم الصورة والنبإ لكني بصدق لا زلت في ريب من أمري . فهذا سلوك غريب ودخيل على أبناء الأمة الجزائرية الحبيبة , أمة ولزمن غير بعيد قطعت حرائرها ضفائرهن وتعرت صدور رجالها صدا ومواجهة وحماية لهذا الوطن المفدى فقوت وتقوت قطع الأسطول الذي صال وجال وأخضع من الأمم والشعوب التي تاهت واستهانت وبغت وأرادت ..........
إن صدق النبأ فهو نبأ عظيم ......
إن صدق الخبر فما بال المترفين ؟ وأين هم من أولئك البائسين؟ بل أين بعضهم من قفة رمضان؟.
ثم أيها الفاعل ألم يكن من الأجدر بك أن تقدم بعضه لأولئك الذين هم منك على مرمى حجر ,بطون خاوية ودموع طيلة السنة على الوجنتين بؤسا وتعاسة كاسية وبذلك تنال بدل الأجر أجرين؟ ..........
ثم ماذا بعد هذا الشهر ؟ إن كان ذلك من فضل الله عليك فقد جحدت. وأنساك الشيطان ذكر ربك ( وأما بنعمة ربك فحدث) الضحى 11 .
ومن باب أنك حر في مالك وأهلك فقد أنساك أيضا الشيطان قول الحق سبحانه وتعالى( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) الإسراء 29 .
ما أشقاني وما أذلني الا صفر اليدين ...عين تبصر ولسان أبكم لا يعبر
ما أتعسني وأهانني الا الدين .... صاحبه بكلام يثقلني وأنا الحي الميت لم أقبر
ابراهيم تايحي