والسابقون السابقون
( والسابقون السابقون* أولئك المقربون * في جنات النعيم*ثلة من الأولين....) الواقعة10/11/12/13
ومن الأولين نذكر ونستذكر حيث هم نجوم كثر بأيهم اقتدينا اهتدينا ....
ونبدأ الرحلة ....-
[ تبا لك يا محمد ..ألهذا جمعتنا...
التفت الناس إلى مصدر هذا الصوت , فإذا هو لرجل ضخم بدين ..أوسع الحقد جسده , وطمس على بصيرته, إنه أبو لهب بن عبد المطلب ..عم محمد ؟
كم دهش الناس لما يقوله أبو لهب ؟ ..لكنهم أدركوا حقيقة ما تعتمل به نفسه من كراهية لابن أخيه ..وانسحب أبو لهب يتبعه صناديد قريش / أبو سفيان بن حرب, و؟وأبــو الحكـم بن هشــام( أبو جهل) والوليد بن المغيرة المخزومي , وغيرهم , يدفعهم حقدهم ...يفزعهم أن يدعو محمد إلى دين غير دينهم.
منذ ذلك اليوم ..بدأ في مكة والكعبة عهد جديد ....
كان محمد بن عبد الله قد اعتاد أن يتحنث [ التعبد على مبادئ دين ابراهيم عليه السلام]
شهرا كل عام في غار حراء[ يقع في جبل شمال شرقي المسجد الحرام في قمته جبل النور
ارتفاعه عن سطح البحر 620 مترا , كان النبي يتعبد في غاره قبيل البعثة , وهذا الغار طوله 03 مترا وعرضه حوالي 130 سم وارتفاعه 02 مترا ]
يأخذ زاده ويعتزل الناس وأهله . يفكر في خالق السموات والأرض .. فبينما هو كذلك .. جاءه جبريل بأمر من ربه( اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق* اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم ) العلق 1-5
وحينما عاد محمد إلى داره أخبر زوجته خديجة بنت خويلد بما كان من أمره , وما حدث , وما سمع, وما قرأ, فطمأنته وذهبت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل , وكان قد تنصر , وقرأ التوراة والإنجيل , وعرف منهما بقرب ظهور نبي جديد في أرض الحجاز , فبشر خديجة
بأن محمدا نبي هذه الأمة .. رسول الله إلى قومه بالهداية .... وتتابع الوحي على محمد يأمره أن يدعو الناس إلى عبادة الله وحده , ونبذ عبادة الأصنام , فبدأ محمد بنشر دعوته سرا بين أهله وعشيرته وصحبه ثلاث سنوات ....
آمن به زوجه خديجة وابن عمه علي بن أبي طالب ومولاه زيد بن حارثة وصاحبه أبو بكر بن قحافة وعثمان بن عفان والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله وأبو عبيدة بن الجراح .. وكثير ممن وجدوا في الإسلام نورا أضاء قلوبهم بالهداية والإيمان...
حتى جاء إلى محمد جبريل بوحي من ربه يأمره أن يدعو الناس إلى الإسلام جهرا .. في قوله تعالى ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) الشعراء 214
من أجل هذا كان على محمد أن ينشر دعوته بين الناس , فجاء إلى الكعبة , وصعد الصفا .. يدعو الناس إلى الحق والإيمان , وعبادة الله وحده , والتقرب إليه بالعمل الصالح
والبعد عن المعاصي , وزاد الصراع بين من آمنوا بمحمد ومن أصروا على دين آبائهم تكبرا وعنادا .. أنكروا الحق كمن ينكر الشمس في وضح النهار , وحمل لواء المعارضة أبو لهب
[ عبد العزى] وزوجته أم جميل التي لم تكف عن إيذاء محمد , حتى لقد فرقت بين ولديها معتب وعتبة وزوجتيهما أم كلثوم ورقية ابنتي محمد , وكثيرا ما حاولت قتل الرسول , ودفعت ببعض الشعراء لهجائه فأنزل الله فيها قوله تعالى( تبت يدا أبي لهب وتب* ما أغنى عنه ماله وما كسب* سيصلى نارا ذات لهب * وامرأته حمالة الحطب * في جيدها حبل من مسد) المسد1-5 ] تاريخ الكعبة والمسجد الحرام / تأليف فتحي فوزي عبد المعطي.
هذه ومضة من إشراقة أمة قالت: لا إله الا الله محمد رسول الله
وتطحن السنوات بعضها وتمر قرون ونداء الحق والتوحيد يعلو ويصدح , وإن الله لناصر دينه ولو كره المشركون ومهما خطط المتربصون ومهما تقول المتقولون ....
فهل ارتويت أخي المسلم وقنعت, وأنت أيضا أختي المسلمة ؟ وما إعلان تلكم السيدةالنصرانية – أعتقد أن اسمها قبل كلوديا والآن ربما مريم – للإسلام والنطق بالشهادتين بأحد مساجد الله بريكة
الا دليلا ونورا من الله سبحانه وتعالى , امرأة على أعتاب العقد الثالث من عمرها وفي عنفوان شبابها , ترى ببصيرتها ما لم يره أو أنكره شريحة من أبناء جلدتنا فيهرعون إلى النصرانية والنصرانية منهم بريئة , فبأي عقل بربكم يفكرون ؟ هل فاقوا الخلق علما أم أنهم في طغيانهم يعمهون .؟
ابراهيم تايحي