عندما يشيخ النفاق

عندما يشيخ النفاق
سرطان....إخطبوط.... ثعبان.... ذل... يحموم... تخاذل وخذلان....
كل ذلك من ا بن آدم هذا الذي يدعى إنسان....
صارعت الحياة فصرعتني , وليس بي من قوة فأردتني
كل البصر واحدودب الظهر , برياء ونفاق هي سابقنني
ما هذا التبجيل والإجلال, لدخيل على أمة الهلال؟
نعم ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس , وراح مركب الصلح والفضيلة غرقا
وخنقا فلا أنفاس....
وتطفو طحالب من إفرازات الجحيم على سطح أرض محمد صلى الله عليه وسلم , ولها عند
الكثير ترحابا وشغفا وفسيح المجال فتعتنقها أفئدة خاوية وتتبناها أنفس وتترجمها سلوكيات ومظاهر, أليست هذه بمفارقة حارقة حالقة بئس تلك جيفة نتنة.. مضغة غير مخلقة...
والخالق لهذا الكون وما فيه وما عليه , وما في سمائه وما تحت ثرائه يقول:
( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله..) آل عمران 110
هذا التهور عفوا أقصد التحضر من قبل السواد الأعظم من أمتنا الإسلامية والذي أمسى علامة مميزة لكل من وطأت أظلافه أرض محمد صلى الله عليه وسلم فدنستها نجسا ورجسا ونمت تحتها نباتات أكاد أقول أنها مستديمة , كلما أصفرت الا وتلتها أخريات اخضرت أشد قوة وسقما
إذن هذه الصفة الذميمة المدحورة لا تجدها عند أقوام آخرين بهذا الفحش , بل قل لا توجد عموما قدر وجودها عندنا نحن المسلمين اليوم , وهل سمعت يوما أن الكافر , الملحد , المشرك, منافق؟ . كلا فالكفر كفر والصفر لا يرقم , والإسلام إسلام خلق وذمم.
لما نسبح ونرتوي في ومن مياه آسنة متعفنة ؟– صباحا مساء , ليلا نهارا- بل حتى ونحن نيام.
ونتباهى ونفتخر , ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل وأضحى للنفاق أشقاء وشقيقات فضلا عن
إخوانه وأخواته من إن وأخواتها وكان وأشقائها وشقيقاتها, ومن قبائل الأفعال الخمسة وفي أسواق النخاسة, وحشد من الجمعين مذكر وسالم, وعززهم بتاج ملك المثنى...
غدا الكثير إن لم أقل الكل – الا من رحم ربي- ينتهج ويسلك هذا المنعرج الضيق ذا الكلاليب
والمقامع المحفوفة منعطفا ته ذات الأنياب والفجاج بصلب الاعوجاج
لك أن تسأل الكذب عنا؟ لك أن تسأل الرياء عنا؟ لك أن تسأل النميمة عنا؟ لك أن تسأل الرداءة عنا ؟ لك أن تسأل كل متحرك وذي كبد؟ حتى الجماد تعلم كيف ينافق ويعانق؟ في شتى المجلات والمهن والحرف وفي أعلى مراتب المسؤوليات وأدناها ...
كلامنا ليس الا بحروف علة , حديثنا لا يخلو من صديد وقيح النطق والنقيق, وفعل أجوف .
مواعدنا مجرد رذاذ من ألسنة حداد , عهودنا هشة هشاشة العهن , سبابنا أعلى قمم البلاغة والفن والفتن....هذا يأكل لحم هذا... وذاك يستخف بهذا ويستعلي عن ذاك .. وتلك تطحن بالذي بين فكيها وتغمز وتهمز بعمى عينيها ...كل يدعي القدرة والمعرفة وما دونه في جاهلية الأولين.
ويذبح الصدق على مشارف وشرفات الخيم والقصور وأمام نظر الخاص والعام ....
ويهرع جميعنا للاحتفاء بهذه المناسبة – قد تخلصنا وتحررنا- ونرقص حفاة عراة , ونتبادل أكوابا لنغرقها في بحره فتمتلئ كؤوسنا فتخمر بها عقولنا قبل أن تصل قطرات محتشمة إلى أمعائنا , وحجتنا التي نحاجج بها أننا أناس للحضارة أهلا....
وعلى مرمى حجر يبكي وحيدا الخلق الحميد في كوخه في ليلة هوجاء لا يسمع أنينه الا الذئاب وابن آوى. ويدس لسان الحر الصادق في جحره غبنا ويطلق مقتل المرء فصاحة خبثا وجبنا
وتشرق شمس وتغيب أخرى ويهل هلال حتى إذا ما أصبح كالعرجون القديم انبعثت قردة داروين تندد وتهدد , تشط وتحط, ترفع وتدفع, .....
ويتحرك قطار الحشرات الآدمية في كل الاتجاهات حاصدا داهسا طامسا لمعالم الخلق العظيم
خوفا من سكون مستتر ومن يوم آت لا محالة. فتضيئ نهاره شمس وليله يزينه نور القمر
ويقتل المسيح المسيح فتخبوا أصوات الأراذل التي اغتصبت أجواء الفضاء الفسيح , فيندثر وينفطر ثراء القعيد الكسيح الذي كان على حساب قطرات عرق المغبون الطيب تحت لضى الشمس وعواصف السموم من الريح , ويصرخ عندها ذاك المتغطرس طلبا للنجاة من شدة الفحيح... فأنى له من مغيث؟ وأنى له من مريح؟
هم أصحاب عقول خرقاء لجهلهم وتجاهلهم البؤساء..
ويمر سحاب يليه ضباب يعقبه سراب , وطالب خبز الحلال يئن تحت ثقل الجبال وهموم الديون والحال عليه كان قد طال ,
ويبقى عمود السؤال من نحن؟ أين نحن؟ جرفتنا السيول ولا من مبال ؟ غابة تمدها غابات من ورائها غابات سقيت كلها من بقايا فضلات السهرات......
ابراهيم تايحي