إإن لم تكن لبيبا لا تجالس الحكماء؟
إن الفطنة والكياسة من علامات الإيمان مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم
( المؤمن كيس فطن).
وإن الهرف والتشدق وصمتان ذميمتان على جبين المرء مهما كان وفي أي مكان وفي كل زمان.
وإن سرعة وحضور البديهة وحسن الجواب ودقة اللفظ لمن البلاغة في أعلى مقام.
كان أحدا لحكماء يتجول في السوق, وإذا بجماعة يبدو أنهم من البشرتكأكأوا عليه حتى ضاقت أنفاسه , ثم فسحوا له , مطالبين إياه بموعظة, فقال لهم:
*- إني أصلي بدون وضوء
*- وأفر من رحمة الله
*- وأكره الحق
تموج القوم وراحوا في هرج ومرج وتسخط واستنكار, وشتم وسب وحيرة من هذا الكلام
الذي لم يسمع به في البلاد والأمصار
كان الحكيم يراقب كل تحركاتهم, ويلاحظ نظراتهم , وما كسا محياهم مما قال وأثار.
عندها تأكد أن القوم لا زالوا كما ولدتهم أمهاتهم , لا يفقهون معنى , ولا يفرقون بين سيف الرسول صلى الله عليه وسلم وبين سيف المثنى
اعتدل في جلسته وأشار إليهم بيده أن اجلسوا وأنصتوا , وكان له ذلك
أما كوني أصلي بدون وضوء , فتلكم والله حقيقة , فإني أصلي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
أما فراري من رحمة الله , فهذا مطلب شرعي أباحه الشرع حفاظا على الأرواح, حيث أعني بالرحمة هنا غزارة المطر.
أما أني أكره الحق فإني أعني بذلك الموت .
أفهمتهم أيها الناس ؟ تدبروا وتفقهوا في دينكم؟ واسألوا أهل الذكر إن غاب عنكم شيئ .يرحمني وإياكم الله رب العالمين
ابراهيم تايحي