قال بن القيم في بدائع الفوائد إذا تأملت القرآن وتدبرته وأعرته فكرا وافيا أطلعت فيه من أسرار المناظرات وتقرير الحجج الصحيحة وإبطال الشبه الفاسده وذكر النقض والفرق والمعارضة والمنع علي ما يشفي ويكفي لمن بصره الله وأنعم عليه بفهم كتابه وقال أيضا إذا أردت الإنتفاع بالقرآن فأجمع قلبك عند تلاوته وسماعه وألق سمعك وأحضر حضور من يخاطبه من يتكلم به منه إليه فإنه خطاب منه لك علي لسان رسوله . قال تعالي(إن في ذلك لذكري لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد).
لو جاءك خطاب من ملك من ملوك الدنيا يأمرك فيه وينهاك لم يستقر لك قرار ولم يهدأ لك بال حتي تقرأه وتنفذ مافيه فكيف بكلام الله ملك الملوك الذي تضمن أسباب السعاده والشقاء الذي لو نزل علي الأرض لقطعها أو علي الجبال لصدعها لاتهتم به ولا تحرص علي قراءته وفهم معانيه فأنتبهوا إخواني لذلك وفقكم الله .