سأل طفل أباه: ما معنى الفساد السياسي؟!!
فأجابه: لن أخبرك يا بني لأنه أمر صعب عليك فهمه واستيعابه في هذا السن لكن دعني أقرب لك الأمر.. أنا أصرف على البيت لذلك فلنطلق علي اسم الرأسمالية .. وأمك تنظم شؤون البيت لذلك سنطلق عليها اسم الحكومة .. وأنت تحت تصرفها لذلك فسنطلق عليك اسم الشعب .. وأخوك الصغير هو أملنا فسنطلق عليه اسم المستقبل .. أما الخادمة التي عندنا فهي تعيش من ورائنا لذا سنطلق عليها اسم القوى الكادحة .. اذهب يا بني وفكر عساك تصل إلى نتيجة.
وفي الليل لم يستطع الطفل أن ينام، فنهض من نومه قلقا وسمع صوت أخيه الصغير يبكي فذهب إليه فوجده قد بل حفاضته .. ذهب ليخبر أمه فوجدها غارقة في نوم عميق ولم تستيقظ ، وتعجب أن والده ليس نائما بجوارها فذهب ليبحث عن أبيه .. لكنه سمع أصواتاً عجيبة في حجرة الخادمة، فنظر من ثقب الباب ليجد أباه معها !!
وفي اليوم التالي قال الولد لأبيه: لقد عرفت يا أبي معنى الفساد السياسي.. سأله الأب: وماذا عرفت؟
أجابه الولد: "عندما تلهو الرأسمالية بالقوى الكادحة وتكون الحكومة نائمة في سبات عميق فيصبح الشعب قلقا تائها مهملا تماما بينما يصبح المستقبل غارقا في القذارة.. هذا ما فهمته عن السياسة يا أبي مما رأيته بالأمس".
بهذه القصة الموجزة والمعبرة يقدم لنا د. نبيل فاروق كتابه "عزبة أبوهم" الصادر حديثا عن دار دون، والواقع في 155 صفحة من القطع المتوسط، والذي يعتبر استكمالا لما بدأه في كتابه السابق "يا عيني يا مصر".
ينقسم الكتاب إلى جزأين، ويتضمن عناوين "الديناصورات، قراءة مسبقة للتاريخ، مصر بتاعتهم، عزبة أبوهم، شفافية التعتيم، انتبهوا أيها السادة، في المسألة الأمنية، أمنك يا ريس، صورة يا جهلية، دستور يا أسياد".