سيجدد بطلا مصر وتونس المواجهة في دوري أبطال إفريقيا وكل منهما يبحث عن العودة لمنصة التتويج في أبرز مسابقات الأندية الإفريقية لكرة القدم غدا الأحد. ويلتقي الأهلي والترجي في ذهاب الدور قبل النهائي لدوري الأبطال بعدما عاشا ظروفا متباينة في دور الثمانية.
وحل الأهلي الذي أحرز اللقب الإفريقي للمرة السابعة في 2008 وصيفا لشبيبة القبائل الجزائري في المجموعة الثانية بعد أن حقق انتصارين فقط في ست مباريات مقابل هزيمتين وتعادلين بينما كان حظ الترجي أفضل باحتلاله القمة في المجموعة الأولى بأربعة انتصارات وهزيمة واحدة وتعادل واحد. لكن سجل مواجهات الفريقين العريقين في الفترة الأخيرة تنبئ بلقاء مثير رغم بعض المتاعب التي أثرت على أداء الأهلي في الشهور الماضية.
والتقى الأهلي بالترجي في الدور قبل النهائي لدوري الأبطال في 2001. وفشل الفريقان في هز الشباك على استاد القاهرة الدولي وهو أيضا مسرح لقاء الغد قبل أن يقتنص الأهلي التعادل 1-1 ويتأهل للنهائي لتفوقه في مجموع المباراتين ويمضي في طريقه لإحراز لقبه الأول في البطولة منذ 1987.
وواجه الأهلي بطل افريقيا سبع مرات وهو رقم قياسي مشاكل منذ بداية الموسم ألقت بظلالها على وضع مدربه حسام البدري الذي طالبت جماهير بإقالته في ظل تعثر الفريق في الدوري المحلي وانتظاره حتى الجولة قبل الأخيرة ليحسم تأهله للدور قبل النهائي في دوري الأبطال.
لكن البدري وهو لاعب سابق في الأهلي تولى المسؤولية بعد رحيل المدرب البرتغالي مانويل جوزيه أحد أنجح المدربين في تاريخ القلعة الحمراء تنفس الصعداء بفوز مقنع أخيرا على الإنتاج الحربي في الدوري المحلي والأهم عودة نجمه محمد أبو تريكة لهز الشباك.
ونقلت صحف محلية عن البدري قوله عقب الفوز 2-1 على الإنتاج الحربي الأسبوع الماضي "تألقه في المباراة الأخيرة مع الإنتاج أعاد الثقة للاعبي الفريق" في إشارة إلى تسجيل أبو تريكة هدف الفوز قبل خمس دقائق من النهاية.
لكن البدري سيواجه مشكلة أخرى تتمثل في غياب لاعبين أساسيين آخرين عن التشكيلة في مباراة الأحد في ظل إصابة لاعب الوسط أحمد حسن قائد منتخب مصر والمهاجم محمد ناجي "جدو" إضافة للظهير سيد معوض الذي لم يتحدد حتى الآن موقف مشاركته. وسيغيب أيضا حسام غالي قائد الفريق بسبب الإيقاف. لكن الأهلي سيعتمد على كوكبة من اللاعبين البارزين على رأسهم الجناح المتحرك محمد بركات والثنائي الهجومي محمد فضل والليبيري فرانسيس دو فوركي الذي أثار الإعجاب بأدائه الجيد ضد الإنتاج.
وسيلعب الترجي في إستاد القاهرة أمام الآلاف من جماهيره التي رافقت الفريق بحثا عن اللقب الأول في دوري الأبطال منذ 1994. ويبدو الفريق في حالة ممتازة بتصدره للترتيب في الدوري التونسي رغم مشاركته في المسابقة الإفريقية. ولا يخشى المدرب فوزي البنزرتي مواجهة الأهلي لأن "روح المجموعة ستكون سلاح الترجي" في مواجهة بطل مصر.
وقال البنزرتي المدرب السابق لمنتخب تونس للصحفيين في الأسبوع الماضي "سلاح الترجي يكمن في روح المجموعة.. الروح القتالية وحب الانتصار والثقة في النفس هي سر قوة الفريق". وأضاف "الترجي فريق متكامل وصحيح (صلب) وبإمكاننا التسجيل والفوز على الأهلي المصري في مباراة الذهاب لكن ذلك لا يتحقق بالحب ولكن بالعقل. من المؤكد أننا سنحقق نتيجة ايجابية".
ويعتمد الترجي الذي أحرز اللقب في 1994 مع نفس المدرب على قوة لاعبي الوسط بقيادة صانع اللعب الدولي أسامة الدراجي وخالد القربي لكن تألق هدافه النيجيري مايكل اينرامو هو أكثر ما يثير الثقة لدى الفريق. وقاد اينرامو الترجي في المسابقة الإفريقية بتسجيل سبعة أهداف حتى الآن يتصدر بها قائمة الهدافين.
ويدرك البنزرتي جيدا أن دفاع الأهلي صاحب الخبرة لن يترك للاعبه حرية الحركة إلا انه يؤكد أن فريقه لا يعتمد على مجرد لاعب واحد. وقال "الترجي فريق متكامل ولا يعول على لاعب فقط لصنع انتصاراته". وفي مباراة الغد سيعزز عدد يقدر بما بين خمسة وستة آلاف من الجماهير التونسية من فرص بطل تونس قبل لقاء الإياب في إستاد المنزه في 16 أكتوبر الجاري.
وقال مشجع للفريق لرويترز قبل سفره إلى القاهرة "لن يسمع صوت غير صوتنا في إستاد القاهرة.. سنشجع المكشخة (الترجي) وسنسكت جماهير الأهلي التي لن توقفنا حتى لو يبلغ عددهم مئة ألف". وسيدير الحكم الليبي عادل الراعي المباراة بمعاونة مواطنيه نصر الدين محمد ووحيد تمونيس.