لا استبعد قيام بعض المسئولين في الحكومة بالسفر إلي المانيا ليس للاستجمام أو العلاج ولكن لمقابلة اصحاب الاخطبوط الشهير بول ليعرفوا مصيرهم خلال الفترة المقبلة وهل سيستمرون في مقاعدهم بالوزارة أو يحدث أي تغيير؟! وبالطبع الاخطبوط الألماني بتوقعاته في المونديال أصبح من المشاهير وضرب كل العرافين والدجالين والمشعوذين في بقاع الكرة الأرضية جمعاء واجزم اننا في الظروف التي نمر بها في أمس الحاجة لهذا الاخطبوط مع علمي بأننا لدينا اعداد كبيرة من الاخطبوطات والحيتان ولكن ليس لهم أي علاقة بالتوقعات أو التكهنات لأن همهم الأول هو السيطرة والتملك وجمع الأموال وتولي المناصب والشهرة والنجومية.. ان "البروباجندا" التي صاحبت هذا "الاخطبوط المبروك" تدفعنا للتعاقد معه أو توجيه الدعوة لسيادته ليحضر ويعيش بيننا ويشرب من مياه النيل حتي يرجع لنا تاني وإذا شرب وعاش فهذا يعني انه مبروك بالفعل.
وهناك العديد من القضايا التي سنجهز لها مأكولاته المفضلة حتي يختار ما يشاء ومنها مثلا توقعه بمن يفوز بالدوري القادم ونضع صورة حسن حمدي وصورة ممدوح عباس ومن سيكسب في صراع مرتضي وشوبير ومنع الأخير من الظهور فضائيا ونهاية الصراع القضائي الحالي بين بين زاهر وصقر وهناك العشرات من الاسئلة الحائرة بخصوص التزوير في بعض الانتخابات في الاندية بل ربما سنجد ان كل مواطن سيخرج ومعه في جيبه اخطبوطه الخاص ليعرف هل يسير في هذا الشارع أم ذاك هربا من الزحام المروري.
ان ظاهرة الاخطبوط الألمانية ستنتشر بشكل رهيب في الدول النامية وهذا قدرنا وبالتحديد في المنطقة العربية وسيسألون الاخطبوط هل يعود الود والوفاق والوئام بين فتح وحماس؟! وهل سيتم اعلان دولة فلسطين؟! بل لا استبعد أن يضع كل وزير في مكتبه اخطبوطا ليعود إليه قبل اتخاذ أي قرار ورغم اننا نعيش في عالم كله "اخطبوطات" إلا ان هذا "البول" حصل علي شهرة لم يسبقه إليها أحد لأنه دخل من بوابة عالم كرة القدم ولا استبعد ان تتسابق الفضائيات المصرية السباقة دائما بتوجيه الدعوة للاخطبوط وصاحبه والانفراد بمقبالته ويكون لأي قناة السبق ولما لا وهذا الاخطبوط نال شهرة أكثر من نجوم الكرة وستظهر في الأسواق صناعة الصين "اخطبوطات" لعبة بالبطارية تغزو اسواق العالم ولكل دولة الاخطبوط الخاص بها يتم برمجته علي حل مشاكلها لبث روح التفاؤل والانسجام والاشراق والتمسك بالحياة نحو مستقبل أفضل.
بل لا استبعد إنشاء حزب في أي دولة اسمه حزب الاخطبوط رمز التوقعات وعلي رأي المثل اللي يعيش ياما يشوف والكرة حاليا في ملعب الاخطبوط ولهذا لا استبعد بالفعل ان تفكر الحكومة بجدية في دعم المواطنين والمساهمة في استيراد اخطبوط لكل مواطن خلال المرحلة القادمة ليواكب التطور والعالمية ووقتها لن يكون هناك اعذار لأن الاخطبوط سينصح صاحبه لا تشتري لحمة لأنها غالية لا تسافر للمصيف لا تشرب المياه لا تسير في الشوارع.. لا تمرض لأنك لا تملك مصاريف العلاج.. لا تشاهد الفضائيات لأنها هابطة ولا تخرج من البيت حتي لا يتم القبض عليك ولا تحقق أي انجازات حتي لا يحسدك الآخرون ويحقدون عليك مرحبا بعالم الاخطبوطات!