من شواهد المشروع الإمبراطوري الإيراني:
1- الحزام الشيعي: في لقاء لقناة الجزيرة مع الرئيس الإيراني الأسبق أبو الحسن بني المصدر كان أحد الأسئلة:
س- هل الإمام الخميني كان يحدثك عن العلاقة مع الجوار العربي مع دول الخليج؟ هل كانت لديه أطماع في التقدم عسكرياً باتجاه الدول من أجل تصدير الثورة مثلاً؟
ج- لم يحدثني بهذا الموضوع، ولكن كان هناك مشروع آخر، كان يريد إقامة حزام شيعي للسيطرة على ضفتي العالم الإسلامي، كان هذا الحزام يتألف من إيران والعراق وسوريا ولبنان، وعندما يصبح سيداً لهذا الحزام يستخدم النفط وموقع الخليج الفارسي للسيطرة على بقية العالم الإسلامي، كان الخميني مقتنعاً بأن الأمريكيين سيسمحون له بتنفيذ ذلك، قلت له بأن الأمريكيين يخدعونك، ورغم نصائحي ونصائح ياسر عرفات الذي جاء ليحذره من نوايا الأمريكيين فإنه لم يكن يريد الاقتناع( [1]) ا.هـ.
وقال عبد العزيز الحكيم متهكماً: الهلال الشيعي هذا كان من قبل.. أما اليوم فقد صار بدراً.
2- عدم الاعتراف بالعراق: لا تخفي إيران حلمها في ضم دول الخليج والعراق تحت جناحها! إيران هي الدولة الوحيدة التي لم تعترف بالعراق عضواً في عصبة الأمم في عشرينات القرن الماضي، وظلت على موقفها الغريب هذا، حتى أجبرتها السياسة - وتداخلاتها مع بريطانيا - ليتغير الموقف عام: (1929م)، بينما كانت من أوائل الدول التي اعترفت بالكيان الصهيوني كدولة مستقلة منذ عام: (1951م)، أي: بعد نشأته بحوالي ثلاث سنوات فقط، ولم يرد الشاه رضا بهلوي زيارة الملك فيصل الأول لإيران عام: (1931م)، إنما انتدب ولي العهد محمد رضا بعد إلحاح الجانب العراقي لرد الزيارة( [2]).
وهذا له أبعاده المعنوية التي لا تخفى على المدقق، فالشاه يستنكف من زيارة العراق كضيف على دولة مستقلة، وقد استغلت إيران بريطانيا وخوفها من روسيا آنذاك، فتآمرت معها، وقامت باحتلال إقليم الأحواز عام: (1925م) في مقابل صد الخطر الروسي.
3- وزراء الخميني: العراق والخليج جزء من إيران! ومرة بعد مرة يطيش رأس المسؤول الإيراني بذلك الحلم؛ فيأخذ بالهذيان، وتظهر النوايا على صفحات اللسان، وجاء الخميني صاحب(الجمهورية الإسلامية) ليعلن وزير خارجيته (صادق قطب زادة) أن العراق جزء من إيران، وبسبب هذه التصريحات، وما جرت على الحدود من تحرشات واعتداءات وقعت الحرب التي استمرت ثماني سنين؛ بل صرح هذا السفيه في مقابلة له أجراها "راديو مونت كارلو" في: (30/4/1980م)علانية بـ(أنّ كلّ بلاد الخليج تشكل تاريخيّاً جزءاً من الأراضي الإيرانية)، ولربما ظنها البعض زلة لسان، فأعادها وأكدها (روحاني) في: (15/5/1980م) حين ذكر في مؤتمر صحفي: (أنّ البحرين جزء لا يتجزّأ من الأراضي الإيرانية، وهي تشكل الإقليم الرابع عشر في إيران بموجب الدستور الجديد… وأنّ الشاه المخلوع تنازل للعراق عن مناطق شاسعة جنوبي إيران، بموجب اتفاق الجزائر: (1975م)، وإننا نشعر بالحاجة الآن إلى إيضاح وضع البحرين بالنسبة لإيران، لأن بعض الدول العربية وبينها العراق تطالب بثلاث جزر في الخليج).
4- حفيد الخميني: العراق عراقنا والنجف عاصمتنا! وما خفي أعظم وأعظم ففي برنامج (الاتجاه المعاكس) على قناة الجزيرة يوم: (22/2/2005م) قال الأستاذ عوني قلمجي الناطق الرسمي باسم التحالف الوطني العراقي: في سنة: (1979م) جاء حفيد الخميني مبعوثاً عنه إلى المنطقة الشمالية من العراق - وكنا وقتها في المعارضة - ليقول لجلال الطالباني وكان فؤاد معصوم حاضراً: ارفعوا يدكم أيها المعارضة عن العراق؛ العراق عراقنا، والنجف عاصمتنا.
5- احتلال الجزر العربية الثلاث: طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى منذ عام: (1971م) ورفضها الدائم حل القضية عبر المحكمة الدولية؛ لأن إيران تعلم قبل غيرها أن المحكمة الدولية سوف تحكم لصالح الإمارات، وفي عـام: (2004م)، طالبت إيران قطر بتبطئة معدل استغلالها لاحتياطيات حقل الشمال وحقل بارس الشمالي التي تشترك فيها الدولتان، محذرة إياها من أنها قد تلجـأ (لإيجاد طرق ووسائل أخرى لحل القضية).
6- المطالبة بضم البحرين: واعتبارها محافظة إيرانية، وهذا ما صرح به علناً رئيس إيران في تموز: (2007م) إضافة إلى التصريحات التي سبقت في (الفقرة 3)، وغيرها من التصريحات المماثلة.
7- احتلال قطر الأحواز العربي عام: (1925م) وإلحاقه بإيران، وتفريس أرضه وشعبه.
8- الإصرار على تسمية الخليج بالفارسي: أما الإصرار على إطلاق اسم (الخليج الفارسي) من قبل حكام إيران على الخليج العربي، فقد أخذ منحاً طفولياً سمجاً في العام الماضي، وفي مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية، يقاطع الرئيس الإيراني السابق (محمد خاتمي) مقدم البرنامج الذي تلفظ باسم الخليج مطلقاً من أي وصف، ربما مداراة لمحدثه، ليقول له: (الخليج الفارسي.. نعم الخليج الفارسي)! حتى وصلت السفاهة والاستخفاف إلى مندوبهم في العراق عبد العزيز الحكيم الذي ردد في لقاء رسمي قبل أشهر من كتابة هذه الأسطر (آخر سنة 2006م) اسم الخليج موصوفاً بـ(الفارسي) ثلاث مرات، بطريقة توحي بأنها زلة لسان، وما درى بأن زلة اللسان هنا تعني أن هذا هو المعتقد المترسب في العقل الباطن، الذي يظهر ما فيه من مكنونات حين تخف رقابة العقل الواعي، ولكني لا أرى إلا أنه قالها تعمداً واستخفافاً.
وبلغ التعصب بالمسؤولين في إيران حداً جعلهم يمنعون دخول أربع ناقلات شحن كبيرة من باكستان محملة بالكبريت إلى إيران، لا لشيء إلا لوجود علامة على الكبريت تحمل اسم (الخليج العربي)، كما منعوا دخول صحيفة (انترناشونال جيوغرافيك)، وكذلك صحفييها إلى إيران، وذلك في: (تشرين الثاني/ 2004م)، ويصدر أمر حكومي بمصادرة العدد الأخير من الأسواق، كل هذا بسبب ورود كلمة (الخليج العربي) بدل (الخليج الفارسي) في العدد المذكور! والمنع سارٍ حتى تغير الكلمة( [3])!
9- ظهور ألسنة النار المجوسية في المملكة العربية السعودية: الأمر جد! والشيعة - بعد الذي حصل ما حصل في العراق - يستشعرون القوة، ويتطلعون إلى تكرار ما حصل هناك في مناطق أخرى، وبدأت تحركاتهم في هذه المناطق وتصريحاتهم تأخذ طابع العلن.
فهذا كبيرهم في المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، الشيخ المتلاعب حسن الصفار، يحاول استثمار الأوضاع الإقليمية الحالية ليعلن - في وسط حشد كبير من أنصاره المتعصبين، اكتظت به ساحة الشويكة في القطيف - مطالبته بتشكيل تنظيمات شعبية منظمة؛ للعمل في مختلف المجالات المدنية، مخاطباً جمهوره بأن التحرك الشعبي المنظم أساسي ومحفز للعمل الحكومي، ومهدداً بشكل يقرب من العلن بتفجير الأوضاع في المملكة في حالة عدم السماح له بما يريد، وجاء في كلمته: "إن الأمة على مفترق طرق، ولا بد من تجاوز عقدة الممانعة للتغيير، فإما المبادرة بالإصلاح الشامل، وإلا فالمزيد من الكوارث والأزمات التي قد تفجر الأمة من الداخل( [4]).
وهذا تطور خطير إن لم يتداركه السعوديون اليوم، وإلا فالمستقبل ينذر بكوارث كما قال هذا الغراب.
10- فضيحة يفجرها معمم إيراني من قم: جاء على موقع مفكرة الإسلام ما يلي: صرح أحد علماء الشيعة خلال مداخلة له بقناة "المستقلة" الفضائية أمس: (4 محرم 1428هـ، 22/1/2007م) - أن الحوزة الشيعية في "قم"، و"النجف" تسعى للسيطرة على كل منطقة الحجاز، والشام، واليمن، والعراق، وأن هدف المرجعية هو "رئاسة العالم الإسلامي كله"، وأن تمدد الشيعة "ليس له حدود"، وأنهم يسعون إلى التمدد على كل الآفاق.
وجاءت تصريحات العالم الشيعي المعروف باسم "الكناني" في تعقيب على حوار بقناة "المستقلة"-ردًا على أحد المحاورين من أهل السنة- قال في مداخلته: "يا سيدي! نحن أصحاب عقيدة واضحة وضوح الشمس، في الحقيقة وبصراحة: كل من استضفتموهم يقولون سياسة، وليس عقيدة، العقيدة الجعفرية تقول وبكل وضوح: "كل من لا يؤمن بولاية علي عليه السلام وأولاده فهو لا يملك شيئًا، لا في الدنيا، ولا في الآخرة" وهذا رأي المتأخرين والمتقدمين، والسيد الخميني رضي الله عنه قال: "نحن نسعى إلى وحدة سياسية، وليست دينية"؛ لأنه لا يستطيع على جلالة قدره أن يخالف ما قاله أهل البيت، وأضاف: "ونحن نقول صراحة: نحن شيعة أهل البيت لدينا قدوم عظيم ليس له حدود، نحن نسعى إلى التمدد على كل الآفاق، بعد أن زال صدام أصبح لدينا العراق، وهناك مواقع عديدة نسعى للوصول إليها، نحن أمة لا تعرف الكلل والملل"، واستطرد قائلاً: "أنا أقول لك بصراحة: الخليج هو الثاني، واليمن: الحوثيين والزيديين إخواننا سوف يكونون الطوق الذي نسعى إلى امتدادنا على كل المنطقة، نحن لا نسعى إلى الأندونيسيين، أو إلى الجزائريين، أو إلى أفريقيا؛ لأن هؤلاء يتبعون آفاق هذه المنطقة العراق".
الصفحة السادسة عشرة من كتاب (أنت الآن في عصر الظهور) وفي العلامة الثانية عشرة لظهور مهديهم وهي موت الملك عبد الله بن عبد العزيز.
ثم زعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال
بالحرف الواحد) على حد قوله: "رأس الأمة الشام، والعراق، وإيران، والجزيرة، واليمن" نحن نسعى إلى السيطرة على هذه المناطق، لا يهمنا أندونيسيا، ولا تهمنا أفريقيا، لدينا طموح نسعى "ليل نهار" للسيطرة على كل الإسلام، رأس الإسلام في الشام وغير الشام، ويواصل حديثه: "أما ما يقوله أهل السنة، بأنهم ليسوا بإخواننا، وأن الشيعة ليسوا بمؤمنين، فنحن لسنا بإخوانهم، ويشهد الله ورسوله، لا نعترض عليهم لا في الدنيا ولا الآخرة، نحن أمة عظيمة، أمة جاهدنا من ألف وأربعمائة سنة، كنا ألفي شخص يا رجل! الآن أصبحنا ثلاثمائة مليون، ماذا يقول أهل السنة؟ ونحن نسعى إلى السيطرة على الحجاز، وعلى نجد، وعلى الكويت، وعلى البحرين، والحوثيين موجودين إخواننا الزيديين "زيد بن علي بن الحسين بن علي"، وليس "زيد بن عمر بن الخطاب".
ثم استطرد في كلامه موجهًا حديثه إلى الضيف السني: "نحن أمة لا تقطعنا حدود، نحن لدينا عقيدة واضحة، هي رئاسة الأمة الإسلامية بأكملها، رئاسة الأمة بقيادة المرجعية في النجف وقم، الذي يعجبه يعجبه، والذي لا يعجبه عليه أن يشرب البحر، هذا هو الوضوح في عقيدتنا، لا نجامل في عقيدتنا، لا نهادن في عقيدتنا"!
الوجود الإيراني في العراق:
بدأت إيران - من أول يوم للاحتلال - بالتحرك للسيطرة على ما يمكنها السيطرة عليه من مفاتيح القوة في العراق، كان دورها في البداية يتوارى خلف لافتات عملائها، حتى إن بعض المغفلين عميت عليه الأمور، وشيئاً فشيئاً صار التدخل يظهر إلى العلن، وصار المسؤولون في الحكومة الإيرانية هم يسربون بعض الأخبار، ويتحدثون عن بعض ما لهم في البلد المنكوب من أدوار!
ففي عام: (2004م) أعلن نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، خلال زيارته للندن: بأن لإيران الآن لواء من المجندين لصالحها داخل العراق، ولها علاقة مع فصائل أخرى لضمان حماية الأمن القومي الإيراني.
وفي: (11/4/2004م) فتحت المخابرات الإيرانية مكتباً لها في النجف تحت اسم: (مكتب مساعدة فقراء العراق الشيعة)، جندت على إثره أكثر من (000 70) سبعين ألف شاب من الجنوب للانضمام إلى إحدى المليشيات الموالية لها، وكل متطوع لهذه المليشيات تدفع له إيران (1000) ألف دولار شهرياً، مع دفعة أولى قدرها (2000) ألفا دولار كمقدمة.
وذكرت مجلة الـ(تايم) في عدد: (آب 2005م) أن شبكة من المسلحين في العراق تدعمهم إيران مسؤولة عن نوع جديد من القنابل المميتة، وأن لديها وثائق تشير إلى دور قامت به قوات قريبة من الحرس الثوري الإيراني في السيطرة على مدينتي الكوت والعمارة بعد أيام قليلة من الغزو.
وأضافت الـ(تايم) أن لديها وثائق تخص وحدات الحرس الثوري الإيراني تتضمن
سجلات عن مدفوعات ضخمة، تدفع رواتب لما يقرب من اثني عشر ألف (11740) عضو في مليشيات بدر العراقية التي يقودها هادي العامري.
وصرح وزير الداخلية السابق فلاح النقيب أنه يحتفظ بملفات حصل عليها عن حوالي (35) عضواً من أعضاء الجمعية الوطنية الانتقالية، لهم انتماء إيراني، وخلال الانتخابات الإيرانية الأخيرة قد صوتوا للرئيس الجديد (أحمدي نجاد) في المراكز الانتخابية التي افتتحت في بغداد!
الأذرع الإيرانية الرئيسة في داخل العراق:
أما إيران فهي التي تخطط وتمول وتقود في السر، وأما من ينفذ على الواقع المكشوف فهي الأجنحة الثلاثة الكبرى للمؤامرة الشيعية في العراق:
1- حزب الدعوة بفصائله الثلاثة:
وهو اليوم - ومنذ تولي الجعفري رئاسة الوزراء قبل حوالي سنتين - يتولى زمام الحكم، ويمسك بعناصر القوة الرسمية.
2- المجلس الأعلى للثورة الإسلامية (الإيرانية) في العراق بقيادة آل الحكيم الذي أنشأته المخابرات الإيرانية على يد كبير قضاة إيران محمود الهاشمي، الذي كان أول من تولى رئاسته قبل محمد باقر الحكيم، أيام الحرب على العراق، وجناحه العسكري (فيلق بدر) بقيادة هادي العامري.
3- جيش المهدي بقيادة مقتدى الصدر الذي أنشأته إيران في منتصف عام: (2003م) بعد زيارة مقتدى لها مباشرة، إضافة إلى الأجنحة الأخرى الأصغر، التي تمارس دورها، كل حسب حجمه وموقعه، وما هو المطلوب منه، على قاعدة: (تعدد أدوار ووحدة هدف).
إخلاء بغداد من أهل السنة في: (23/11/2004م) أعلن مسؤولو الأمن الحكومي في تكريت أنهم أمسكوا بعصابة تنتمي إلى شبكة استخبارية (إسرائيلية - إيرانية) أعدت قائمة بأسماء (800) عراقي لاغتيالهم، ثم توالت الأنباء عن شبكات استخباراتية إيرانية تعمل في العراق، والموضوع قد دخل في إطار الفضائح، وهكذا.. فإن كل الدلائل، والقرائن، وتسريبات الأخبار، تقود إلى أن ما يحدث في العراق اليوم إنما هو مقدمة لخطة ترمي إلى اجتثاث أهل السنة وتهجيرهم من بغداد، وجعلها شيعية مائة بالمائة، وكذلك وسط العراق، فضلاً عن جنوبه، وإقامة دولة شيعية خالية من أهل السنة، تمهيداً لإيجاد إمبراطورية فارس الكبرى، هذا هو المقصد النهائي المطلوب من وراء المجازر التي قامت بها مليشيات الصدر، وتقوم بها بشكل يومي مليشيات بدر، وغيرها من القوى الشيعية.
لقد بات واضحاً أن هناك مخططاً غايته تهجير أهل السنة وإخلاء بغداد، والمناطق الوسطى من العراق - بالإضافة إلى البصرة والجنوب - منهم تمهيداً لقيام نظام شيعي موالٍ لإيران، تسعى الأخيرة جاهدة أن تجد المجال أمامها كي تتمدد فيه؛ من أجل تحقيق حلمها في إقامة إمبراطورية فارس.
وعلى هذا الأساس تجري اليوم في بغداد - وغيرها من مدن العراق - حملة شرسة لا يعلم مداها إلا الله، لتقتيل وتهجير أهل السنة، وصار القتال من شارع إلى شارع، وبيت إلى بيت، وانتقلت المعركة من طور (حرب العصابات) إلى طور المعركة الشعبية الشاملة، التي يستهدف فيها كل حي سني، وكل مؤسسة، وكل بيت، وكل فرد من أهل السنة الذين لم يكونوا مهيئين من قبل لخوض معركة كبيرة كهذه، وقد شارك علماؤهم في تخديرهم - لا تحذيرهم - من هذا الخطر الداهم، بتصويرهم لهم أن من يستهدفهم من الشيعة إنما هم أفراد لا يمثلون المجموع، هذا مقتدى ألا ترونه؟! إنه الشخص المنقذ الذي أهدته لكم عناية السماء! وطني إلى حد العظم! ويقود مقاومة وطنية شريفة ضد أمريكا! هذا هو الذي يمثل الشيعة الحقيقيين! وصدقوا.. نعم! هذا الذي يمثل الشيعة الحقيقيين أصدق تمثيل! فهنيئاً لكم!
قيادة وزارة الداخلية العراقية إيرانية:
يد إيران فيما يجري ثابتة وواضحة! ذكر لي شهود عيان التقيت بهم مباشرة ممن كانوا معتقلين لدى القوى الأمنية لوزارة الداخلية العراقية، أنهم رأوا محققين إيرانيين يستجوبونهم بواسطة مترجمين، وأحد طوابق الوزارة المذكورة يشغله بالكامل رجال المخابرات الإيرانية، وقد ثبت هذا في الوثائق الرسمية لبعض الوزارات العراقية، جاء على موقع مفكرة الإسلام في: (19/10/1426هـ): أما عن إيران فهي ليست بغائبة في لحظة من اللحظات عن المشهد العراقي لاسيما في الجنوب حيث تكثر المطامع في ''تصفية'' أهل السنة تمهيداً لـ''إيران الكبرى''، فقد صرحت مصادر في وزارة العدل العراقية أن سبعة محققين إيرانيين كانوا يشرفون على تعذيب أهل السنّة في العراق في السجون التابعة لوزارة الداخلية، وأكدت الوزارة أن الإيرانيين السبعة كانوا يشرفون على عمليات التعذيب بالاشتراك مع عناصر من وزارة الداخلية، وأشارت إلى أنه من المرجح أن يكون من بينهم ضباط مخابرات كبار، لقد سيطرت مليشيات الأحزاب الموالية لإيران على العديد من نشاطات وزارة الداخلية وأصبح جهاز الاستخبارات الإيراني (إطلاعات) مشرفاً مباشراً على هذه الوزارة بعد أن تم طرد (200) مائتي ضابط من كبار الضباط في وزارة الداخلية!
إن هذا الاختراق لهذه الوزارة مكن المليشيات الموالية لإيران من استعمال العربات والأجهزة الخاصة بوزارة الداخلية لتنفيذ الهجمات الانتقامية ضد السنة، وأكد بعض الضباط العاملين في الوزارة أن هذه الوزارة قد أصبحت طابوراً خامساً إيرانياً داخل الحكومة العراقية المدعومة من قبل الولايات المتحدة، وتدير فرق الموت وشبكة السجون السرية.
وبعد انتخابات العراق في: (كانون الثاني 2005م) تم تنصيب باقر صولاغ وزيراً للداخلية من قبل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وقوات بدر، وتم ترتيب الأمور بحيث يتم الاستيلاء على الاستخبارات والمغاوير وزج عناصرهم فيها (وهذا ما أكده الأمريكان).
من جانب آخر: فقد قال المشرف السابق للقوات الخاصة العراقية اللواء منتظر السامرائي: إنه شهد أموراً (مروعة) داخل مراكز الاعتقال العراقية (التابعة للداخلية) متهماً قوات بدر بالقيام بأعمال التعذيب فيها، وذكر السامرائي أن آلاف السجناء بعضهم مراهقون تظهر عليهم آثار الضرب والحرق والتعذيب بالكهرباء؛ مما أدى بالنتيجة إلى موت عدد كبير منهم، وقال السامرائي: إن جميع المسؤولين الكبار في الوزارة أعضاء في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وحزب الدعوة، أما المعتقلون فجميعهم من أهل السنة، ورجال الشرطة يتحدثون اللغة الفارسية فيما بينهم.
وأردف قائلاً: أما الذين يقومون بعملية التعذيب فجميعهم إيرانيون أو عراقيون كانوا يقيمون في إيران، جاءوا إلى العراق بعد الاحتلال الأمريكي في: (آذار 2003م)، وذكر على سبيل المثال مساعد الوزير والمسؤول عن السجون السرية (بشير ناصر الآوندي)، والذي حصل على الجنسية العراقية في: (12/5/2004م) بحسب ما أفاد به السامرائي، وأشار إلى أنه تم منح العديد من العناصر الداخلة على وزارة الداخلية رتباً عسكرية وهمية.
وبين السامرائي أن جيش الاحتلال الأمريكي يعلم بما يحدث حيث إن عمليات الاعتقال تجري خلال المداهمات الليلية وتحت غطاء منع التجوال، وقدم السامرائي فلماً مسجلاً عن إحدى المداهمات الليلية لمغاوير وزير الداخلية باستخدام سيارات الوزارة، وكذلك تم عرض صور لموقوفين تشاهد عليهم آثار الضرب والتعذيب، وكذلك أظهر الفلم صورة لرجل اقتلعت عينه، وآخر عليه آثار غرز للمسامير، وصوراً لأجساد كسرت أطرافها.
وقال السامرائي: إن وزير الداخلية العراقي صولاغ قد عين (17) سبعة عشر ألف عنصر من مليشيات بدر كأفراد شرطة في وزارته، متهماً هؤلاء بأنهم جميعهم يستمرون بتلقي رواتب من طهران) ( [5]).
سيطرة المخابرات الإيرانية على الجنوب:
أما الجنوب فلا يجرؤ رجالات المخابرات العراقية على الذهاب إليه، وإلا تعرضوا للتصفية الجسدية على يد الحرس الثوري الإيراني، ورجال المخابرات الإيرانية وعملائهم، ومن الطريف أن مقر المخابرات الإيرانية بات معروفاً لأهل البصرة، حتى صار من معالم المدينة الدالة! فيقال مثلاً: الدائرة الفلانية تقع خلف مقر المخابرات الإيرانية، والبيت الفلاني على يمين مقر المخابرات الإيرانية... وهكذا! وقد افتتح محافظ عبادان معرضاً للكتاب في البصرة! حتى إن رجل الدين المتلون محمود الصرخي قد طالب الحكومة العراقية بتحرير العتبات (المقدسة حسب تعبيره) من الاحتلال الإيراني.
وثائق الدخول إلى العراق من الكويت مكتوبة بالفارسية:
ذكرالدكتور عبد الله النفيسي في المحاضرة التي ألقاها في مؤتمر (نصرة أهل العراق) الذي انعقد في استانبول في يومي: (13-14/12/2006م) - وقد كنت حاضراً المؤتمر - من أن الأوراق التي يقدمها الموظفون العراقيون عند بوابة الحدود بين "الكويت" العربية و"العراق" العربية، ويطلب من القادمين من الكويت تعبئتها كانت مكتوبة باللغة الفارسية وليس العربية!
وقد علق موقع «المختصر الإخباري» على الموضوع قائلاً: المفاجأة كانت بالغة الخطورة، وتعني أن العراق يتعرض لمخطط حقيقي لإلغاء عروبته، وفي سبيله إلى أن يصبح إحدى محافظات الإمبراطورية الفارسية الجديدة.
وذكر الموقع - نقلاً عن النفيسي - أن المظاهرات التي خرجت في كل المناطق الشيعية، عقب مقتل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وهي تحمل صوراً للزعيم الإيراني آية الله الخميني مطالبة بإخراج العرب من العراق تؤكد أن العراق ليس عربياً.
عشرات الآلاف من الحرس الثوري الإيراني في العراق:
"أعلنت حركة (مجاهدي خلق) الإيرانية المعارضة يوم: (26/1/2007م) في برلين عن لائحة بأسماء أكثر من (31) ألف عراقي، أكدت أنهم "عملاء لنظام الملالي" الإيراني في العراق، ويتقاضون أجورًا من طهران، واتهم المتحدث باسم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (الجناح السياسي لمجاهدي خلق) في ألمانيا جواد دبيران إيران بإرسال ملايين الدولارات نقداً كل شهر إلى العراق، وتهريب أسلحة إليه، وفق وكالة "فرانس برس"، وقال دبيران: إن هؤلاء العملاء عناصر في "فيلق القدس" المقرّب من "الحرس الثوري الإيراني"، موضحًا أن حركته حصلت على هذه اللائحة السرية من هذه القوة، وبحسب تصريح حركة المعارضة الإيرانية، فإن هذه اللائحة لا تتضمن سوى العناصر الذين جنّدهم فيلق القدس مباشرة في إيران، وتعرض القائمة الاسمين العربي والإيراني لكل من هؤلاء العناصر، فضلاً عن اسمه السري في العمليات، ورقم حسابه المصرفي، وأجره الشهري بالريال الإيراني، وقال دبيران: "إن النظام الإيراني أقام شبكة من الإرهاب والقتل في العراق تنشط في بغداد كما في جنوب العراق وشماله ووسطه"( [6]).
واليوم (أيلول 2007م) تجاوز الحديث عن وجود الآلاف من الحرس الثوري الإيراني في العراق شبكة الإنترنت، وزوايا الصحف إلى شاشات الفضائيات، وتقارير المراسلين العلنية إلى هذه القنوات.
هذا وقد اعتقلت القوات الأمريكية في بداية كانون الثاني (2007م) اثنين من ضباط الحرس الثوري الإيراني في بغداد من أمام بيت عبد العزيز في الجادرية، وقد علق الأستاذ محمد هارون على الواقعة واستطرد في حديث مهم عن تفاصيل خطيرة حول الوجود الإيراني وتدخلات إيران في العراق جاء فيه:
استاء جلال طالباني، وصمت عبدالعزيز طباطبائي إزاء اعتقال القوات الأمريكية لاثنين من ضباط الحرس الثوري الإيراني في بغداد دخلا إلى العراق المفتوح الحدود، والمشرع الأبواب والنوافذ والمنافذ، بفضل الاحتلال وحكوماته المحلية المتعاقبة، وزارا الكثير من المسؤولين الحاليين في مواكب محمية، وعقدا العديد من الاجتماعات في المجمعات المحصنة بعيداً عن الأنظار والأضواء، واستناداً إلى الرواية الأمريكية الرسمية فإن الاثنين كانا يخططان لشن هجمات على الأمريكيين، والقيام بعمليات مضادة لهم في العراق لاحقاً، رغم أن الشكوك تبقى محيطة بالتصريحات الأمريكية حتى لو كانت صحيحة، والمثير في هذه الحكاية ليس في استياء طالباني من عملية اعتقال ضيفيه المفترضين، ولا في سكوت طباطبائي الذي جرى اعتقال الإيرانيين في ثكنته التي يعسكر فيها بحي الجادرية الملحق بالمنطقة الخضراء، وإنما في التحرك الأمريكي وتوقيته، لأن الجميع في العراق يعلم بأن الإيرانيين - المسؤولين والسياسيين - يأتون إلى العراق ويدخلون إليه عبر بوابات السليمانية وزرباطية في محافظة الكوت، والعمارة، والبصرة، بلا تأشيرات على جوازات سفرهم، ودون موافقات رسمية مسبقة! وكثير من الزوار الإيرانيين الحكوميين الذين يشغلون وظائف أمنية واستخبارية ذات طبيعة سرية ينزلون في بيوت (فيلات) وزعها الأمريكان على المتعاونين معهم سواء في بغداد أو محافظات الفرات الأوسط والجنوب، تحت سمع وبصر قوات الاحتلال الأمريكية والمتحالفة معها، دون أن تبادر هذه القوات إلى اتخاذ إجراء ضدهم!
وبصرف النظر عن طبيعة زيارة المسؤولين الإيرانيين ولقاءاتهما مع نظرائهما في بغداد، إلا أن عملية اعتقالهما لها دلالات لا تخفى على عاقل وتحمل رسائل سياسية إلى أكثر من جهة وتحديداً إلى الحكومة الإيرانية، ومفادها: أننا نتابع تحركات موظفيكم وحلفائكم وأصدقائكم وجواسيسكم في العراق، والرسالة الأمريكية إلى طهران تخويفية؛ لأن إيران تدرك تماماً أن الأمريكان بكل جيوشهم، وأجهزة استخباراتهم، وطواقم سفارتهم، وقنصلياته، وشركات الأمن، والحماية المتعددة الجنسيات في العراق لا تقدر على مراقبة ومتابعة الإيرانيين الداخلين والعابرين والعاملين والمقيمين الذين تشير التقديرات إلى أن أعدادهم وصلت إلى أرقام قياسية، وخصوصاً في بعض مناطق وأحياء العاصمة بغداد، ومحافظات النجف وكربلاء والبصرة والعمارة والكوت والناصرية، وأجزاء من محافظات الديوانية والسماوة والحلة وديالى، وبالنسبة للمحافظة الأخيرة فإن قوات «البيش ميركة» التابعة لحزب طالباني قد تمكنت من فصل قضاء خانقين عن مركز المحافظة بعقوبة، وربطته إدارياً وأمنياً وعسكرياً بالسليمانية، وجعلت من القضاء المذكور مرتعاً لعصابات تهريب المخدرات الإيرانية.
والنفوذ الإيراني في العراق لا يقتصر على زيارات وإيفادات المسؤولين الإيرانيين إليه، فهؤلاء كما يبدو من طبيعة مهماتهم ووظائفهم يقومون بعمليات التنسيق مع أقرانهم وعملائهم ووكلائهم في داخل العراق، أو أنهم يحملون تعليمات جديدة أو عاجلة يخشون إرسالها عبر برقيات الشفرة أو الاتصالات الهاتفية أو الرسائل المكتوبة؛ خوفاً من السطو عليها وتحليل وتفكيك مضامينها من دول وأطراف عدة، فإيران على سبيل المثال:
1. السيطرة على أكبر المليشيات: تسيطر على أكبر تشكيلين للمليشيات هما فيلق بدر وجيش المهدي.
2. التحكم بأكبر الأحزاب في العراق: وتتحكم بأكبر حزبين شيعيين هما المجلس الأعلى وحزب الدعوة بأجنحته الثلاثة، إضافة إلى تمويلها لعشرات التنظيمات والحركات والدكاكين الشيعية.
3. التحكم بأهم الوزارات: فإيران هي التي تسير العمل في العديد من الوزارات السيادية والخدمية كالداخلية والنفط والمالية والبلديات، (بل أمسكت إيران بالملف الأمني من قرنيه حين تولى وزارة الداخلية باقر صولاغ- وهو إيراني نسباً وقلباً وقالباً- ووزارة الأمن مسؤول حزب الدعوة العنزي عميل إيران، أما مستشار الأمن القومي فهو كريم شاهبور، الذي بات يدعى بـ(موفق الربيعي)، وهو إيراني من مدينة شاهبوري.
4. تبعية خمسة محافظين في الجنوب لإيران: لديها خمسة محافظون من أصل تسعة محافظين في الوسط والجنوب ممن يسمون بالأسرى التوابين، وهؤلاء تعاونوا مع الأجهزة الإيرانية بعد وقوعهم في الأسر خلال الحرب فحولتهم إلى جلادين للأسرى العراقيين ومخبرين لها.
5. تبعية قادة أربع فرق عسكرية: ولديها أيضاً أربعة قادة فرق عسكرية من أصل عشر فرق تتبع وزارة الدفاع، أبرزهم قائد الفرقة الخامسة التي تتمركز في محافظة ديالى، واسمه: شاكر عبد الحسين هليل، وهو المسؤول العسكري لمليشيا بدر في المحافظة، إضافة إلى وظيفته الرسمية، وآخر المعلومات عنه أن وجهاء وشخصيات ورؤساء عشائر في ديالى كلفوا فريقاً من المحامين الفرنسيين لتقديم شكوى عليه لدى المحكمة الأوروبية في بروكسل بتهمة انتهاك حقوق الإنسان، بعد أن امتنعت المحاكم العراقية النظر فيها، خاصة وأن عدداً من الذين اعتقلتهم قوات هذه الفرقة وعذبتهم وفرضت عليهم غرامات وإتاوات هم من العراقيين الذين يحملون جنسيات أوروبية كانوا في زيارات لأهليهم وذويهم، وجرى إلقاء القبض عليهم وسجنهم ضمن حملات الاعتقال الجماعي والعشوائي التي يأمر بها هليل دورياً في المحافظة، ولدى هؤلاء وثائق وشهادات تثبت تعرضهم إلى التنكيل والتعذيب ودفع أموال للإفراج عنهم.
6. ثمانية عشر نائباً في مجلس النواب إيرانيون: وفي مجلس النواب هناك ثمانية عشر نائباً إيرانياً، أو يحمل جنسية إيرانية حصل عليها في السابق، والجميع يعلم أن إيران لا تمنح جنسيتها إلا لمن أصوله إيرانية، وأحد هؤلاء النواب تولى رئاسة أركان فيلق بدر لأربع سنوات (1983-1987م)، وآخر هو مسؤول التعبئة في هذا الفيلق إلى يومنا الراهن ويكنى بـ(أبو أحمد مهدي المهندس)، معروف عنه أنه من الإيرانيين الذين عاشوا في البصرة، وسفرت عائلته إلى إيران عام: (1980م) وهرب هو إلى الكويت، واسمه مدرج في سجلات الأمن الكويتية لقيامه بإدارة هجمات على السفارتين الأمريكية والفرنسية في الكويت منتصف الثمانينات، وعليه مذكرة إلقاء قبض دولية( [7].
7. مسؤولون كبار أصولهم إيرانية: وهناك الكثير ممن يتولون وظائف وزارية وقيادية في حكومة المالكي هم من أصول إيرانية، منهم وزير دولة تفادت أسرته تسفيرها إلى إيران بتزوير الوثائق ودفع الرشاوي إلى مسؤولين في النظام السابق، وعندما شب الوزير حن إلى أصوله لأن «العرق دساس» كما يقال، وهرب إلى إيران عام: (1992م)، وبلا مقدمات أصبح ضابط استخبارات في الحرس الثوري الإيراني! وتركز نشاطه على الحدود الإيرانية مع محافظة العمارة، وهناك وكيل وزارة أمنية سفر إلى إيران أوائل الثمانينات، ومنها انتقل إلى السويد لاجئاً وافتتح هناك بقالة وفرعاً لشركة سفريات حج وعمرة صاحبها أحد قياديي حزب الدعوة.
8. ثلاثون منظمة إيرانية في العراق: أما فيما يخص المنظمات الإيرانية التي تعمل في العراق علناً، فقد تجاوز عددها ثلاثين منظمة! تتخذ لها أسماء ومقرات وعناوين معروفة، وجميع من يعمل فيها ويدير أنشطتها إيرانيون، وقسم كبير منهم لا يحسن اللغة العربية، ويضطر إلى تعيين مترجمين إلى اللغة الفارسية من المسفرين الإيرانيين، وتنتشر هذه المنظمات في محافظات الجنوب والوسط، ومنها منظمة تحمل اسم (ممثلية الولي الفقيه) التي ترتبط مباشرة بمرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، ومقرها الرئيس في النجف يقوده مهدي آصفي أحد مؤسسي حزب الدعوة الشيعي في العراق في نهاية الستينات قبل عودته إلى بلاده في عام: (1971م)، ولهذه المنظمة فروع ومكاتب في البصرة، والعمارة، والكوت، والناصرية، وكربلاء، والاستــعدادات جارية لافتتاح فرع في الكاظمية بعد أن فشلت جهود افتتاح فرع لها في (بلد) شمالي بغداد بفضل المقاومة العراقية.
9. اختراق الشمال العراقي: وعلى الجبهة الكردية في شمال العراق، وتحديداً في السليمانية التي تخضع لهيمنة حزب الاتحاد الوطني برئاسة جلال طالباني، فإن التدخل الإيراني وصل في العامين الماضيين إلى درجات متقدمة في التعاون والتنسيق بين الجانبين، حتى وصل الأمر إلى أن الطرفين رسما خطة لتصفية الضباط والطيارين العراقيين في المنطقة الكردية؛ إثر دعوة وجهها طالباني علناً يدعو هؤلاء إلى الذهاب إلى السليمانية لتفادي اغتيالهم في بغداد والمحافظات العربية حسب ادعائه، ومرة ثانية تتدخل المقاومة العراقية وتنجح في كشف أبعاد هذه المؤامرة الدنيئة وإحباطها في مهدها( [8]).
10. المرجع الأكبر لشيعة العراق إيراني: ولا يفوتنك أن المرجع الديني لشيعة العراق، الذي يمسك بزمام أكبر موجة للفكر والإرادة والسياسة هو الإيراني علي السيستاني، وهذا يعني لزوماً ابتداءً وانتهاءً وضع الشيعة كلهم في سلة إيران، ومن يعرف دور التقليد في حياة الشيعي يدرك خطورة هذه المعادلة، وقد بلغ السيستاني في انتمائه لأصله الإيراني واستنكافه من الانتماء للعراق حداً جعله يرفض التجنس بالجنسية العراقية، حين أراد ما سمي بـ(مجلس الحكم) الشيعي منحه إياها!!
من البصرة يبدأ قيام دولة فارس:
تقوم المليشيات الشيعية بحملة واسعة النطاق للقتل والخطف والتهجير لأهل السنة، خاصة في الجنوب العراقي، وفي البصرة تحديداً, ومحاولة تفريغها من السنة العرب بهذه الأساليب الإجرامية.
تذكر أحدث التقارير الواردة من هناك، أن نسبة السنة التي كانت تبلغ أكثر من 40% من سكان مدينة البصرة أصبحت اليوم لا تتجاوز 15%؛ نتيجة أعمال التطهير الطائفي الذي تمارسه هذه المليشيات، والنزوح الجماعي للعوائل السنية إلى مدن العراق الأخرى، وبمباركة المرجعية الشيعية التي لم نسمع أي إدانة منها لهذه الأعمال.
والسيطرة على البصرة يعتبره المروجون لمجيء المهدي إحدى علامات ظهوره الكبرى( [9]).
وإيران تعمل جاهدة على بسط نفوذها في البصرة، والأمر بات مكشوفاً للجميع، نشر موقع المختصر عن صحيفة «الديلي تليجراف» البريطانية، في عددها الصادر يوم أدناه نص ما مكتوب في الصفحة أعلاه، وهي الصفحة (15) من كتاب (أنت الآن في عصر الظهور) تأليف فارس فقيه:
العلامة الحادية عشرة الكبرى: قيام حكم إسلامي في العراق موالٍ للممهدين الإيرانيين، ورد في رواية خطبة البيان عن أمير المؤمنين (ع): (ألا يا ويل بغداد من الري (طهران) من موت وقتل وخوف يشمل أهل العراق (وهي إشارة إلى الحرب العراقية الإيرانية) إذا حل بهم السيف فيقتل ما شاء الله.. فعند ذلك يخرج العجم على العرب ويملكون البصرة)/إلزام الناصب (ج2 ص119) وتدل الرواية على نفوذ إيراني قوي بعد حرب مع العراقيين، وهذا النفوذ تشير إليه الرواية (فيخرج العجم على العرب)، أي: يتفوق العجم بالنفوذ والدعم ويملكون البصرة، أي: النفوذ القوي لهم في جنوب العراق، وهذا ما تشير إليه جميع الصحف العالمية اليوم بأن الحرس الثوري والإيرانيين يسيطرون على جنوب العراق تحديداً، وعلى النظام العراقي الموالي لهم، وإن دل هذا على شيء فيدل على أننا في عصر الظهور.
الأربعاء الموافق: (17/1/2007م) أنه تم الكشف عن برنامج إيراني معقد للتسلل السياسي إلى البصرة، مع تزايد التوقعات بقرب الإنسحاب البريطاني من جنوب العراق، وأكدت الصحيفة أن إيران تعمل الآن بواسطة عملائها من الشيعة العراقيين على اختراق الشبكة الأمنية والأحزاب السياسية من أجل بسط هيمنتها على جنوب العراق، بعد انسحاب قوات التحالف من هناك، وأشارت «الديلي تليجراف» إلى أن المخطط الإيراني للسيطرة على البصرة يهدف في المقام الأول إلى السيطرة على حقول النفط الموجودة في جنوب العراق، الأمر الذي يوفر للرئيس الإيراني أحمدي نجاد مصدراً جديداً للقوة في المنطقة.
وكانت مصادر إخبارية قد ذكرت أنه تم اعتقال المنظر الرئيس في الحرس الثوري الإيراني الدكتور: حسن عباسي، الذي يعد من كبار المسؤولين في استخبارات الحرس ضمن الأشخاص الخمسة الذين اعتقلتهم القوات الأمريكية في أربيل الخميس الماضي، وهذا يعني: أن إيران تخطط لبسط نفوذها على أجزاء واسعة في العراق، وليس على البصرة أو حتى الجنوب كله فقط.
ونقل الموقع نقلاً عن "قدس برس" تأكيد مصدر مسؤول في الجيش الأمريكي أن قواته عثرت على وثائق لدى الإيرانيين الذين اعتقلوا في أربيل بشمال العراق لتوريط مناطق سنية في بغداد بمواجهات مع الجيش الأمريكي أثناء تطبيق الخطة الأمنية الجديدة.
ونقلت صحيفة "الزمان" الصادرة في بغداد عن المصدر قوله: إن قواته عثرت على وثائق تؤكد وجود خطة إيرانية مرتبطة بالحرس الثوري وفيلق القدس؛ لدفع الجماعات المسلحة والأهالي في المناطق العربية السنية في بغداد لمهاجمة الأمريكان وخاصة في الدورة والغزالية والأعظمية- فضلاً عن الأنبار والموصل وما حولها- في أثناء بدء الخطة الأمنية الأمريكية الحكومية المشتركة في حين تشدد الوثائق على تبليغ "جيش المهدي" والمليشيات الشيعية الأخرى في بغداد الالتزام بالهدوء التام وعدم إبداء أي مقاومة ضد الحملة الأمنية حتى لو تسببت في اعتقالات أو خسائر، ويفيد المصدر أن الخطة التي كانت في حوزة الخلية الإيرانية المعتقلة مرسومة على أساس توريط السنة في مواجهات يتم تدمير مناطقهم بسببها، في حين يتم الاحتفاظ في مدينة الصدر بقوة المليشيات لإعادة إطلاقها للسيطرة على العاصمة بعد انتهاء المدة المقررة للخطة الأمنية.
كما يضيف: أن الإيرانيين المعتقلين على صلة وثيقة بالحرس الثوري وعملياته السرية في العراق، وأنهم مشتركون في تمويل هجمات وتوريد أسلحة إلى جماعات مسلحة مختلفة بغض النظر عن انتمائها المذهبي، لكنها في النهاية تصب في تحقيق الاضطراب الأمني في العراق. اهـ.
وأخيراً: اعترف السفير الإيراني في العراق بأن الذين اعتقلتهم القوات الأمريكية في أربيل هم من الأمن الإيراني، وليسوا دبلوماسيين كما كان يصر سابقاً( [10]).
آخر الفضائح!
أما آخر الفضائح فجاءت على لسان الرئيس الإيراني محمود نجاد حين صرح في (أواخر آب 2007م) قائلاً: بأن إيران مستعدة لملء الفراغ إذا انسحب الأمريكان من العراق، وقد تزامن هذا التصريح الأخرق مع فضيحة التقاتل بين أتباع الصدر وأتباع السيستاني ممثلين بمنظمة بدر وغيرها في كربلاء أثناء الزيارة التي يسمونها بـ(الشعبانية)، فقد تناقلت القنوات الفضائية فضيحة اشتراك الحرس الثوري الإيراني في إثارة القتال، والمساهمة فيه بشكل فعال، وعندما أعلن أهالي الضحايا في كربلاء أنهم يمهلون القنصلية الإيرانية مدة ثلاثة أيام لتسليم الجناة قامت القنصلية بإجلاء الآلاف (تصور.. الآلاف..!!!) من عناصر الحرس الثوري تحسباً لما يحدث لهم مما لا يحمد عقباه! والقتلى بالمئات والأحداث التي تجري كلها تسير في هذا الاتجاه قتل وتعذيب، واستباحة وانتهاك، وترويع وإرهاب؛ من أجل تفريغ بغداد من أهلها أهل السنة!!
أعلن مصدر طبي في مستشفى الكندي أن عدد قتلى عمليات العنف التي عصفت ببغداد قد تصل إلى (500) شخص بعد سقوط قتلى في اشتباكات بين جيش المهدي وأهالي المناطق السنية، وأوضح المصدر الطبي أن هناك قتلى في الصليخ، وشارع حيفا، والعامل في صفوف الميليشيات الصفوية، ولا يمكن الدخول لانتشال هؤلاء القتلى بسبب خطورة الوضع الحالي، وكانت الأنباء العاجلة من العراق قد أفادت بأن حصيلة الهجوم الصفوي على الأعظمية بلغ حتى الآن (22) شهيدًا، أغلبهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى احتراق سبعة منازل جراء سقوط قذائف الهاون، وقد استهدف الصفويون مسجد "أبو حنيفة" بسبع قذائف هاون وصاروخ كاتيوشا؛ أسفرت عن إلحاق أضرار كبيرة بالمسجد، وتمت السيطرة على النيران التي اندلعت داخل المسجد( [11]).
وتجري الآن يوم: (24/11/2006م) معارك عنيفة بين أهل السنة والمقاومين وبين العصابات الصفوية في مناطق شارع حيفا، والصليخ، وشارع فلسطين، والفضل، وحي العامل ببغداد، كما تتعرض منطقة الأعظمية إلى هجمات صفوية بقذائف الهاون، وقال مراسل المفكرة: إن خسائر كبيرة تتكبدها الآن العناصر الصفوية على يد المقاومة وأهالي تلك المناطق، ولم تعرف أي تفاصيل أخرى بسبب رداءة الاتصالات في بغداد وقطعها عن مناطق أخرى، وسوف نعمل جاهدين على موافاتكم بآخر التطورات في بغداد( [12]).