[i][b]هجوم شرس علي البرادعي.. وانتقادات تطال نزاهته
بعد الإعلان عن عزمه الترشح.. حملة شعبية لمساندته بجمع مليون توقيع
خبراء: وجود البرادعي في الصورة سبب إرباكاً للجميع
المستشارة تهاني الجبالي: من حقه أن يعرض رأيه كمواطن بكل حرية
القاهرة - الراية - إبراهيم شعبان وكريم إمام مصطفي:حملة من الهجوم الشديد واتهامات قاسية وعنيفة طالت د. محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية من إعلانه شروطا للرئاسة في مصر.. منها انه مزدوج الجنسية وانه غير مطلع علي الحالة المصرية ولا يعرف أي شيء عن مشكلاتها وازماتها.. علاوة علي انه المتسبب الرئيسي في قيام الولايات المتحدة الامريكية بضرب العراق.. وغيرها من الاتهامات الثقيلة التي تزامنت مع ما طالب به من إشراف دولي علي الانتخابات، وتعديل دستوري كبير يضمن تكافؤ الفرص بين المرشحين للمنصب ويري العديد من النشطاء والسياسيين ان اعلان د. البرادعي عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة سبب ارباكا لحسابات عديدة داخل النظام ولدوائر وقوي داخل الحزب الوطني الحاكم كانت تريد تنظيم حملة للدفع بفوز الرئيس مبارك او نجله في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ووجود د. البرادعي في الصورة قد يكشف العديد من السيناريوهات الخفية ويفتح ملفات الانتخابات المقبلة.
وإزاء هذا الهجوم علي البرادعي قرر العديد من السياسيين والنشطاء دعمه بالعمل علي الحصول علي مليون توقيع لمساندته.
ممدوح قناوي رئيس الحزب الدستوري الحر واحد من الذين دعوا البرادعي الي الترشح تحت لواء حزبه يقول إن الاعلان الاخير للدكتور البرادعي عزمه الترشح للرئاسة في حال القبول باصلاحات سياسية او دستورية معينة جاء مفاجئاً للجميع خصوصاً للحزب الوطني الحاكم الذي كان يشكك طوال الاسابيع الماضية في جدية اعتزام الدكتور البرادعي الترشح للرئاسة.. ما سبب حالة من الازعاج الشديد خصوصاً ان البعض لم ينتظر طويلاً وانما جاء اعلانه بعد اقل من ثلاثة ايام من تركه منصبه كمدير عام لوكالة الطاقة الذرية.
وأضاف قناوي ان اعلان البرادعي قد قلب الموازين بأكملها داخل الدولة المصرية لانه قامة دولية في المقام الاول وعزمه الترشح في الانتخابات سيخلق حالة حقيقية من التنافس، ومن هنا جاء رد الفعل السريع والغاضب من جانب اجهزة الدولة.
ونفي قناوي ان يكون اعتزام ترشح د. البرادعي للانتخابات الرئاسية القادمة مجرد تمثيلية كما حدث في الانتخابات الماضية عندما ترشح د. أيمن نور امام الرئيس مبارك ،. ل
كن هذه المرة الوضع مختلف لان البرادعي يضع قواعد معينة قبل اقدامه علي الخطوة وفي حال اقرارها كمراقبة الانتخابات من قبل جهة دولية وتغيير الدستور ففي هذه الحالة لن يكون الامر تمثيلية علي الاطلاق.
وأشار قناوي الي ان إحجام د. البرادعي عن الانضمام الي أي هيئة عليا لأي حزب معارض حتي هذه اللحظة يؤكد ان لديه تكتيكاً معيناً يريد السير من خلاله.
وعن اتهام د. البرادعي بعجزه عن إدارة الدولة او الدخول في منافسة حقيقية علي منصب الرئيس القادم لبقائه لفترة طويلة في الخارج.. قال قناوي ان هذا أدعي لنقائه وعدم تلوثه.. فهو وعلي الرغم من بقائه في الخارج لمدة طويلة الا انه ومن خلال اعلانه الاخير يؤكد انه ملم بكافة التفاصيل والظروف الدقيقة التي تمر بها مصر.
إنزعاج شديد
وأشار حسين عبد الرازق القيادي بحزب التجمع الي ان هجوم الوطني ورموزه علي د. البرادعي لا يحتاج الي عناء كبير لتفسيره فهناك حالة من الانزعاج الشديد بعد اعلانه نيته الترشح للانتخابات المقبلة حال توافر العديد من شروط النزاهة والديمقراطية في الانتخابات.
ولذلك اسباب عديدة من بينها ان شخصاً له كل هذا الحضور الدولي وحائز علي جائزة نوبل وعنده مصداقية شديدة لدي الرأي العام سيخلق حالة من التنافسية الحقيقية.
وشدد عبد الرازق علي ان اعلان د. البرادعي ليس تمثيلية سياسية كما يروج البعض، كما استبعد ان يسند النظام المصري للدكتور البرادعي أي منصب دولي او محلي مرموق خلال الفترة القادمة. وهذا لو حدث سيكون بغرض إبعاده حتي لا يكون طرفاً في السياسة الداخلية.
فرص كبيرة للفوز بالمعركة
وشدد الناشط السياسي جورج اسحاق علي أن المبادرة السياسية التي أطلقها د. البرادعي وأدت الي موجه شديدة من الهجوم عليه بغرض تشويه صورته تؤكد أنه علي معرفة سياسية جيدة وعلي أعلي مستوي خصوصا انه طرح في خطابه التحرر من الخوف و الفقر.
واعتبر اسحاق حظوظ البرادعي كبيرة في الفوز بالمنصب أوعلي الاقل بالمنافسة الشرسة عليه لأنه شخصية دولية مرموقة وذو خبرة واسعة وقال إن البرادعي منافس خطر ومن هنا جاء الهجوم عليه و الأدعاء بأنه مزدوج الجنسية رغم أنه أكد من قبل انه لا يملك إلا الجنسية المصرية.
وأكد اسحاق أن الهدف من الحملة هو تشويه سمعة الرجل وافساح الساحة أو إبقائها كما هي خالية أمام مرشح الحزب الوطني.
وأشار اسحاق الي اعتقاده بأن الجيل الجديد سيلعب دورا كبيرا في حملة د. البرادعي للرئاسة، كما حدث من قبل مع أوباما .
وكشف اسحاق عن انه ومجموعة متميزة من كبار الناشطين السياسيين يحاولون الآن الحصول علي مليون توقيع لكي يتقدم لانتخابات الرئاسة باجماع شعبي حقيقي.
من جانبه رأي عبدالله السناوي رئيس تحرير جريدة العربي الناطقة بلسان الحزب الناصري المعارض أن الهجوم علي البرادعي من جانب الصحف القومية وقيادات الوطني دليل علي هشاشة النظام السياسي.
ويضيف السناوي: إذا كان شخص بوزن د. البرادعي يفكر في الترشح للمنصب فإن هذا الأمر قد يسبب إرباكا لقيادات الوطني وملفاتهم المعدة سلفا في هذا السياق.
هجوم متوقع
وأكد الدكتور جمال نصار المستشار الإعلامي للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أن الهجوم علي البرادعي كان متوقعا لأن قيادات الوطني الحاكمة كانت تريد أن تسير الأمور بشكل ديكوري باهت لتمرير مرشحهم، لكن إعلان د. البرادعي سبب إرباكا للجميع ومن هنا بدأت الحملة للنيل منه.
ورغم استبعاد د. جمال نصار أن يحظي د. البرادعي بالمنصب.. وذلك للعديد من الحسابات الأمنية التي لن تسمح له أبدا بالنجاح، الا أنه قال إن وجوده في حد ذاته ومطالبته برقابة دولية واقامة عملية انتخابية نزيهة سيكشف الكثير من الأمور.
حق دستوري
من جانبها اعتبرت المستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا ان دعوة الدكتور البرادعي الترشح للرئاسة هي بمثابة آراء وافكار تعبر عن رأيه الشخصي في اطار حق أي مواطن في ان يقول رأيه، مشيرة الي ان ما قدمه البرادعي من اقتراحات حول النص الدستوري يعتبرمطالبة بتغيير واقع في إطار ما تنادي به الجماعة الوطنية الي ان تستجيب اليه ارادة الامة.
وأضافت ان تعبير أي مواطن عن آرائه أمر غير محظور ووارد في اطار الحوار الوطني المصري.
موضحة ان هذه ليست القضية الرئيسية وان الضمانات المتعلقة بضمان نزاهة وحرية الانتخابات الرئاسية القادمة مطلب جماهيري وانه ليس هناك هجوم علي حرية الرأي والتعبير بأي شكل من الاشكال.
وقالت انها لا تزكي البرادعي ولكن من حقه كمواطن مصري ان يعرض رأيه بحرية وأن يطالب بتحقيق الضمانات التي يراها كما ان من حق مهاجميه الرد عليه كجزء من الحوار الوطني.
معايشة كاملة للحالة المصرية
أما الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد النائب الاول لرئيس حزب الجبهة الديمقراطية فتقول ان البيان المحترم للدكتور محمد البرادعي يطالب بأكثر مما تطالب به جميع القوي الوطنية مثل حركة مصريون من اجل انتخابات حرة أو مصريون ضد التوريث او حركة كفاية حيث اثبت الرجل في بيانه انه يعيش الحالة المصرية معايشة كاملة.
مضيفة ان قيمته وقدره كصاحب جائزة نوبل وجنسيته المصرية تجعله نموذجاً لما تطرحه مصر من قامات عالية عديدة وقد اشار الي ان مطالبه ليس من اجله وحده وانما من اجل كل من يجد في نفسه الصلاحية للترشح للانتخابات الرئاسية ووصفت الهجوم علي شخص البرادعي بانه تعبير عن مخاوف النظام
واشارت الي ان الحوار الدستوري المتمثل في المادة 76 يغلق جميع الابواب التي يمكن ان تنفذ منها قوة وطنية اخري للتنافس.
وحول دستورية الشروط البرادعية - ان صح التعبير - تعتقد فؤاد ان المطبق لدي الانظمة التي تحترم شعوبها لابد ان يكون دستورياً واذا كان كما يقول البعض انقلاباً دستورياً فماذا نسمي ما حدث من عامي 2005 و 2007 في الدستور الذي هو ليس كتابا سماويا و إنما هو كتاب وضعي إذا فسد فسدت موازين الحياة كلها، وتوقعت أن تواجه هذه الشروط بمقاومة شرسة من قبل الحزب الوطني الحاكم. وتتساءل هل تستطيع القوي الوطنية التي تدرك حجم الأخطار وامكانات الإنقاذ أن تتوحد وتتماسك وأن تصر علي المبدأ في حد ذاته وتحرير الانتخابات من التزوير وفتح الباب لكل من يري في نفسه الصلاحية وضمان عدالة الفرص المتاحة لكل المرشحين؟
هجوم وتجاوز
ويقول الكاتب الصحفي صلاح عيسي رئيس تحرير جريدة القاهرة إن كافة ما تقدم به الدكتور البرادعي خاضع للمناقشة وأن تقييم مواقفه السياسية يخضع كذلك للمناقشة لأنه مرشح لرئاسة مصر، فكل ما يدخل في إطار المناقشة الموضوعية مقبول لكن التهجم أو نشر معلومات غير صحيحة مثل الحديث عن جنسيته الاخري مثلا أمر لا يمكن السكوت عنه وكان لابد علي من قاله أن يتأكد من صحته أولا قبل نشره.
ووصف الهجوم بأنه زائد عن الحد وانه تجاوز المنطقي والمعقول. وأشار الي أن أسباب هذا الهجوم تأتي في إطار الجدل حول أهلية الترشيح وأن هذا النقد يأتي في إطار الجدل الانتخابي إلا أن المهم أن يظل الانتقاد في الإطار الموضوعي ولكن الخروج عن ذلك ومناقشة الموضوع علي أساس أن البرادعي تجاسر ورشح نفسه أمر لا يليق بالمناقشة الديمقراطية. فالبرادعي لم يأت بشيء جديد وأن ما تقدم به يأتي ضمن شعارات يطرحها الاصلاحيون المصريون منذ سنوات موضحا أن المشكلة الأساسية أنه يفترض وجود كائنات خفية تناضل من أجل تحقيق مطالبة واشتراطاته وانه لا وجود لإجراءات عملية من جانبه.
واقترح أن ينضم البرادعي لحزب سياسي مصري ويرشح نفسه لمجلس الشعب ويخوض المعركة و يطرح الخطوات التي يمكن الضغط من خلالها من أجل تحقيق الهدف من الانتخابات.
ووصف حملة الهجوم علي البرادعي بأنها تفتقد للرشد السياسي مبررا ذلك بأن النظام المصري نفسه في حاجة لمرشحين من نوع البرادعي للترشح لرئاسة الجمهورية.
من جانبه اعتبر مجدي الدقاق رئيس تحرير الهلال وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطني أن ما قامت به الصحف المصرية ليس هجوما وانما مجرد توضيح بعد أن تقدم البرادعي ببيان يفتقد فيه الدقة والمعرفة بالقانون المصري حيث نصب نفسه ولي علي الشعب المصري واعتبر أنه مبعوث العناية الإلهية وإذا تعرضت صحيفة لهذا الموقف فهذا لا يعد هجوما وعلي البرادعي أن يقول كلاما يتفق مع الواقع السياسي المصري، فكيف يتحدث عن تعديل دستور وعن مصر وهو بعيد عنها لأكثر من 30 عاماً.
وأضاف الدقاق أن انتخابات الرئاسة مازال أمامها عامان والحديث عنها الآن خطأ فالرئيس مبارك يقود مصر ومازال أمامه عامان لكي يحقق برنامجه الانتخابي وعندما يقرر إنهاء مدته فهذا من حقه و عندها يمكن أن يتحدث الجميع عن مرشح جديد أما الآن فهذا الطرح يعد خارجا عن إطار اللياقة السياسية وهناك من يريد إشغالنا عن أجندة الإصلاح السياسي والاقتصادي وأن فتح هذا الملف يخدم أجندات خارجية وليس الأجندة الوطنية المصرية.
وأضاف أنها دعوة غير قانونية فنحن لا نريد استيراد رؤساء من الخارج و هو ما يجعلني أتساءل عن سر إدخال أياد أجنبية للرقابة و الإشراف علي الانتخابات؟! حيث إن لدينا هيئة عليا للإشراف علي الانتخابات و لدينا صحافة حرة ومنظمات مجتمع مدني تراقب تلك الانتخابات مشدداً علي أن الدعوة للرقابة الأجنبية فيها تدخل في الشأن المصري ترفضه كل القوي الوطنية في مصر سواء الحزب الوطني الديمقراطي أو المعارضة منقول
