منتديات الفكر القومي العربي > قضــايا عربيـــــــــة > ملفات عربية > الجرائم الصهيونية > كنوز العرب المستهدفة من “إسرائيل” آخر تحديث:الأربعاء ,08/10/2008
--------------------------------------------------------------------------------
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة : كنوز العرب المستهدفة من “إسرائيل” آخر تحديث:الأربعاء ,08/10/2008
--------------------------------------------------------------------------------
سليم حجار
10-08-2008, 02:51
كنوز العرب المستهدفة من “إسرائيل”
عاطف الغمري
كانت ل”إسرائيل” خطط قديمة ومستمرة لتفتيت الدول العربية من الداخل، وكان التراث الثقافي للعرب، يتصدر الأهداف المطلوب تدميرها، أو طمس معالمها، لأنه في نظر السياسة “الإسرائيلية”، ذاكرة الشعوب، ومصدر تجدد طاقاتها، وبعث ثقافتها المعاصرة، وتجدد شعورها بالكرامة الوطنية.
الكاتب “الإسرائيلي” إسرائيل شاحاك كتب عام 1982 عن خطط “إسرائيل” لتفتيت العالم العربي، وأن هذا وارد في التفكير “الاسرائيلي” مرارا وتكراراً.
والمحرر العسكري لصحيفة “هاآرتس” زئيف تشيف والمعروف بدقة اطلاعه، كتب في صحيفته عام ،1982 أن تفكيك العراق إلى دولتين شيعية وسنية، وانفصال الجزء الكردي، هو جزء من خطط قديمة.
مع ملاحظة أن غزو أمريكا للعراق تم عام ،2003 وقبل ذلك قدمه المحافظون الجدد عام ،1992 كمشروع إلى الرئيس جورج بوش الأب، لكنه رفضه.
وكان المثير للاهتمام حتى في أمريكا وأوروبا، أن الحملة العسكرية، شملت تحركا نحو المواقع والكنوز الأثرية، وسجلات التاريخ العراقي، بالتدمير، والنهب المنظم، ورأى الكثيرون من المهتمين بالآثار والحضارات، أن ما جرى شمل محاولة لطمس الميراث الثقافي الذي يجتمع حوله العراقيون، معا كشعب، وجعله مثل صفحة بيضاء، تعاد كتابتها، وأن ذلك يعد نوعا من الإبادة الثقافية لحضارة عمرها سبعة آلاف عام.
وقد صدر في لندن كتاب بعنوان “تدمير التراث الثقافي في العراق” للكاتبين الإنجليزيين بيرت ستون، وفراشاك بيالي، يتحدث عن عمليات النهب التي تعرضت لها بغداد عام 2003 عقب دخول قوات الاحتلال، بما في ذلك المتحف الوطني، وكذلك إشعال النار في المكتبات لإحراق الذاكرة الوطنية، فضلا عن سرقة ملفات سجلات المواطنين.
والكتاب يتحدث عن الكنوز الأثرية التي اختفت وعن محفوظات من أرشيف المكتبة الوطنية، لم يعثر لها على أثر.
وبالرغم من أن المؤلفين يقولان إن جدلا مازال يدور حول من الذي نظم ودبر عملية سرقة المتحف الوطني، إلا أن معلومات كانت قد نشرت عام 2003 من مصادر أخرى بعد النهب والتدمير الذي تعرض له المتحف الوطني في بغداد، والمواقع الأثرية الأخرى في العراق، تذكر أن “الإسرائيليين” كانوا أول من خطت أقدامهم هذه المواقع، ونقلوا قطعا منها إلى “إسرائيل”، وقيل إن من بين ما سرقوه قطعاً أثرية كانت معهم بيانات كاملة بشأنها، تتصل باليهود وتاريخهم في العراق.
ومن المعلومات المؤكدة أن فرقا من الموساد اندفعت إلى داخل العراق في ركاب قوات الغزو، ومن بعده، إما متسترة وراء لافتة شركات المقاولات الدولية، أو مراكز بحوث سياسية أو اجتماعية، أو في إطار شركات الأمن التي فتح لها وزير الدفاع دونالد رامسفيلد أبواب العراق، لأداء عمليات أمنية معاونة للجهد العسكري لقوات الاحتلال، وهي شركات لا تخضع للقانون العراقي أو لسيادة الدولة العراقية، وتتصرف وفق بنود الاتفاق الموقع بينها وبين البنتاجون.
ويضيف الكاتب الأمريكي رونالد بليير في مقال كتبه عام ،2007 أن الكارثة التي يعانيها العراق الآن، ليست نتيجة خطأ كبير، لكنه نتيجة قصد وتعمد وعن وعي.
وقال إن الولايات المتحدة لم تقم بغزو العراق لإقامة ديمقراطية، وتحرير العراقيين، بل لتقسيم العراق، وحماية التوسع الصهيوني، والسيطرة على ثروات العراق من البترول، ورافق هذه الأهداف تدمير التراث الثقافي للعراق.
وقد أدى ذلك كما يشير مؤلفا كتاب “تدمير التراث الثقافي في العراق” إلى تدخل من جهات دولية عديدة من بينها المتحف البريطاني، بالقيام بالضغط على البنتاجون لحماية المتحف الوطني في بغداد بطريقة فعالة. وإن كان ذلك قد حدث بعد فترة من المؤتمر الصحافي لوزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد في عام ،2003 والذي سئل فيه عن عمليات النهب التي تعرض لها المتحف الوطني العراقي فكان رده “هذه أشياء تحدث”. وهو الرد الذي كان مثار سخرية دوائر كبيرة في العالم. وفي تيار هذه السخرية شهدت لندن مسرحية للكاتب الشهير هارولد بنتر عن أحداث العراق عنوانها “أشياء تحدث”، وحمل غلاف كتاب المسرحية صورة بوش ورامسفيلد.
يذكر كتاب “تدمير التراث الثقافي العراقي” أنه عندما اشتعلت الحرب، لم يكن لدى قوات التحالف أي خطة لحماية الكنوز الثقافية، مما تسبب في سرقة وتدمير الآلاف من المواقع الأثرية.
وهذه نقطة كشفت حقيقتها شخصيات دبلوماسية ومصادر من وزارة الخارجية الأمريكية، وكذبت الروايات التي رددت عدم وجود خطة لإدارة العراق لما بعد الحرب، وكشفت هذه الشخصيات من خلال أوراق لوزارة الخارجية، أن الوزير كولن باول سلم وزير الدفاع دونالد رامسفيلد خططا كاملة أعدتها وزارته، للإدارة المدنية للدولة بعد الضربة العسكرية، تحاشياً لحدوث فوضى، لكن وزارة الدفاع تجاهلتها ولم تأخذ بها.. عندئذ حدث فراغ داخلي في العراق، كانت الفوضى هي الأسرع لملئه.
والحقيقة إنه لم يكن يخفى على أحد الترابط بين المحافظين الجدد الذين أداروا السياسة الخارجية والعسكرية في عهد بوش، وهم الذين وضعوا استراتيجية السياسة الخارجية الجديدة في سبتمبر/أيلول ،2002 سواء كان الوزير كولن باول أو كوندوليزا رايس - وبين خطط “إسرائيل” في العالم العربي، فبين الاثنين “المحافظون الجدد والليكود” تحالف منظم تم منذ أول التسعينات عندما كان الاثنان في المعارضة، وكلاهما أخذ من الآخر وأعطاه، فالمحافظون الجدد سلموا نتانياهو بعد فوز الليكود في انتخابات ،1996 برامج مكتوبة ليسير على هديها في حكمه وتقضي بالتنكر لمرجعيات مدريد وعلى رأسها مبدأ الأرض مقابل السلام، وعدم السماح بقيام دولة فلسطينية حقيقية، وقد التزم بها هو ومن خلفه من شارون إلى أولمرت، و”إسرائيل” من ناحيتها قدمت لهم أهدافها القديمة والجديدة ليتبنوها، منها ضرب العراق عسكرياً، وتنظيف المنطقة من حولها من أي أسلحة تريد أن تحتكرها هي، والمساعدة على تفتيت الدول العربية من الداخل.
وإذا كان قد دار جدل واسع حول نهب وتدمير التراث الثقافي للعراق، وآثاره التاريخية، فلم يكن ذلك عملاً عشوائياً، أو من فعل لصوص ونهابين، لكنه جرى عن عمد، وعلى يد من عرفوا ماذا كانوا يفعلون.
--------------------------------------------------------------------------------
vBulletin® v3.6.8, Copyright ©2000-2010, Upgraded By : Rami Elias S. Suleiman