قالت الكاتبة السودانية نسرين مالك، فى مقال بصحيفة الجارديان البريطانية،
إن الحكومة المصرية أساءت التعامل مع الملف القبطى، والحوادث المتعلقة
بالفتنة الطائفية، وآخرها ما وقع فى نجع حمادى.
وتحت عنوان "الخجل الطائفى فى مصر"، قالت مالك إن الحكومة المصرية لم يعد
يمكنها غض النظر عن النزاعات بين المسلمين والأقباط أكثر من ذلك، مشيرة
إلى أن النزاعات بين الطرفين فى الآونة الأخيرة لأسباب متعددة، فتارة بسبب
مسرحية وأخرى بسبب ملصقات ما أو على قطعة أرض.
وأضافت أن أسلوب معالجة الحكومة للكثير من المشكلات يغذى الشعور
بالاضطهاد، موضحة أن القرار الخاطئ بذبح الخنازير التى يملكها المزارعون
المسيحيون، زاد من أزمات المسيحيين. كذلك، فإن اعتبار حادث نجع حمادى عملا
فردياً أو اعتباره مؤامرة من قوى خارجية، أمر يعزز الشعور بالاضطهاد،
بدلاً من وئده.
ودللت الكاتبة على آرائها بالمقارنة بين رد الفعل الحكومى والاحتجاجات
الشعبية على الرسوم المسيئة للنبى (صـ)، وحادث مقتل مروة الشربينى (شهيدة
الحجاب)، وخسارة المنتحب المصرى على يد الجزائر، وبين رد الفعل الرسمى
والشعبى على حادث نجع حمادى.
واعتبرت مالك الحكومة المصرية فى موقف صعب، فهى لا تتمكن من الدفاع عن
الأقلية القبطية، خوفاً من غضب غالبية المسلمين، فهى ملزمة بـ"دفع ضريبة
كلامية للولاية الدينية" التى عززتها فى محاولة لدعم شرعيتها.
وتطرقت الكاتبة إلى أوضاع المسيحيين فى السودان قبل وصول الرئيس البشير
للسلطة، وتنامى التيار الإسلامى الممزوج بالقومية، مشيرة إلى أن الأوضاع
الأخيرة أجبرت مسيحيو السودان على الهجرة إلى مصر، لكن الوضع فى مصر الأن
ليس أفضل حالاً.
وانتهت الكاتبة السودانية إلى أن المتهمين فى حادث نجع حمادى، ألقى القبض
عليهم، وبمحاكمتهم سيتم غلق الملف، ليعود الجميع للمربع صفر، فمعالجة
القضية الطائفية بمحاكمة الأفراد هو المأزق، ولا يعد حلاً جذريا.