الهجرة دروس وعبر
لقد كانت
هجرته صلى الله عليه وسلم هدى ورحمة للعالمين ,
ولعل من أجل وأعظم العبر بالرغم من أن أحداثها كلها عظام إلا أن
الأخذ بالأسباب كان أقدرها ولعل هذا واضح فيما أعده النبى لإنجاح تلك الهجرة منذ اللحظة الأولى وإعداده الراحلتين واستئجاره للدليل
ليقوده وما كان من أمر الغار وبالنظر إلى مغزى ذلك كله نجد أن هجرته صلى الله عليه
وسلم تعد انجح الهجرات التى شاهدتها البشرية تمت دون إراقة الدماء كما حدث فى هجرة اليهود إلى
فلسطين ، وما تلتها من مساوئ ظلت تعانى منها المنطقة بأثرها , بينما هجرة حبيبنا استقبلها أهل يثرب بالحفاوة البالغة بل ظلوا
يخرجون كل يوم أملا فى وصول النبى ولعل ذلك ؟ لان النبى سلك طريق غير الطريق المعهود وفى ذلك أخذا بالأسباب ولما لا وقد تكفل الله
بحفظه إلا أن النبى الكريم أراد أن يعلمنا درس كلنا نحتاج له اليوم فلنصير على الدرب
بالرغم مما يكتنف الحاضر من صعاب وما يحويه المستقبل من مخاطر لا يستطيع الفرد منا احتوائها إلا أن الأمة الإسلامية كان مبدأها رسول
الله وظل يجاهد بشتى أنواع الجهاد إلى أن تحقق النصر الذى بشره الله به إذا جاء
نصر الله والفتح ...
وها نحن ذا يبشرنا ربنا بما وعدنا فلنتمسك بالحق كما فعل السابقون
ولنسر على دربهم لكى ننال مآلهم
فهيا بنا نهاجر ولتكن لك وقفة تحاسب فيها نفسك مع بداية عام هجرى جديد
ولتدع ما كان منك يخالف شرع ربنا وليكن لك كشف حساب سنوى تقدمه بين نفسك
والله من وراء القصد وهو يهدى
السبيل .......