فجأة، وجدنا أنفسنا وسط نيران وحرب بين مصر والجزائر. تحولت مباراة لكرة القدم إلي وقود لصراع يفوق التخيل بين شعبين مسلمين، ولا يبدو أن هذه المعركة ستنتهي في الوقت القريب.
سالت في هذه المعمعة دماء علي أيدي غوغاء وبلطجية وشباب صغير السن تم شحنه في معركة خاطئة لأسباب تخص نخبة فاسدة تخلت عن عقيدتها وأمتها.
هذه المحرقة العجيبة هي حصاد القيادة السياسية الفاشلة في البلدين، وهي دليل علي كم الإفساد الذي تم لعدة أجيال، لإبعادهم عن العمل السياسي ولإبعادهم عن قضايا الأمة، وإلهائهم بكرة القدم، وجعلها هي الشغل الشاغل حتى تغيب عقولهم لإبعادهم عن القضايا الكبرى، وليتركوا الفاسدين يحتكرون السلطة ويهنأوا بنهب ثروات البلاد.
هذا الحريق المشتعل لهو أصدق تعبير عن حال الأمة الجريحة التي تعاني من احتلال خارجي وانهيار داخلي، وحكام يوالون الخارج ويخاصمون عقيدة الأمة، وإعلام ضال مضل يشحن الشعوب في معارك وهمية ويبعدهم عن مناقشة هموم أمتهم التي تستحق الحشد.
لقد غاب العقلاء، أو بالأصح تم تغييبهم، وتصدر المشهد جهال ودعاة فتنة وسياسيون فشلة يحلمون بالسلطة من خلال افتعال معارك رياضية بين الشعوب بعد أن خسروا المعارك السياسية لعدم جدارتهم.