قصائد متوحشة :
بين الصائم والظالم يفتح الله، فأنا أستطيع بالخبرة أن أميز بين العيش اللى جاى على «بسكليته» والعيش المستلم مباشرة من شباك الفرن، وبين الدولة التى تحتال على مواطنيها والدولة التى تحتلهم، وما بإيدينا خلقنا تعساء فأنا وأنت والأستاذ «حسام» وعم «متولى» الفطاطرى وكل الطبقة الوسطى ضاعت وأصبحت «ساندوتش» بين القرارات الفوقية والبنية التحتية..
تحتية ساكن مدرس بيسوق تاكسى بعد الضهر وفى الفصل أثناء الشرح كلما شاور له تلميذ يسأله المدرس (رايح فين؟)، وقل لى ماذا تضع تحت المخدة أقل لك من أنت، كتاب دين أو محفظة نقود أو صور أولادك، فالعشاق يضعون تحت المخدة قصائد متوحشة لنزار والحكام يضعون تحت المخدة كتاب «الأمير» لميكافيللى.. لذلك من ينجح فى سحب الكتاب من تحت المخدة يمتلك السرير وتهتف له الجماهير.. لكن فى الأفلام فقط ينتصر الضعفاء.
فى ثورة على السفينة «بونتى» طرد البحارة بقيادة الضابط «فيشر» القبطان «وليام بلاى»، وبعد «فيشر» جاء مجموعة من الضباط فضلوا أن يبيعوا السفينة خردة، لذلك فأجمل حاجة أحبها فى بعض مشايخ التليفزيون أنهم زعلانين من الشعب وواخدين على خاطرهم منه وطول النهار يأنبوه ويلوموه وبعدين ياخدوا فلوسه ويشكروا الحكومة.. حيرت قلبى معاك.. من فضلك هل يأتى الشهر الجديد بالانتخاب أم بالتعيين؟
وافرض إن الشهر خلّص مدته (٣٠ يوم) ورفض أن يمشى وأصر على البقاء نعمل إيه؟ تخيل بلد فيها السنة كلها «يناير».. (صورة مين دى اللى ع الحيطة؟) صورة جدى كان رافع قضية أيام وزير العدل عبد العزيز فهمى ومرت السنوات وتحول عبدالعزيز فهمى إلى «ترام» وتحول جدى إلى «تراب» وتحولت القضية إلى «تراث» تتداوله المحاكم، فالعدل بطىء لكن قطار التنمية سريع ينهب الأرض نهباً ويرفع مستوى المعيشة إلى ما فوق الركبة، وإذا عدى من جنبك ضابط إرمى المقال وقول إنه مش بتاعك وإنك ما تعرفنيش، وإذا سألونى هأقول إن إنت اللى كاتبه.
* نقلاً عن "المصري اليوم"