أكدت مصادر اسرائيلية، ان المعركة التي دارت بين قوة اسرائيلية ومجموعة من كتائب القسام يوم أمس والتي قتل فيها 3 من جنود الاحتلال كانت صعبة للغاية، وأن جنود الاحتلال اعترفوابأن مقاتلي حماس، هم مقاتلون أشداء جدا.واثار الكمين الفلسطيني ومقتل الجنود صدمة بصفوف الجيش الاسرائيلي، الذي شن هجمات صاروخية ادت لاستشهاد حوالي 20 فلسطينيا علي الاقل بينهم مصور صحافي وستة اطفال.وقال المحلل العسكري في موقع صحيفة يديعوت احرونوت رون بن يشاي، استنادا إلي مصادر أمنية في تل أبيب، إن المقاومة الفلسطينية غيّرت من تكتيكها، وباتت الآن تحارب الجنود الإسرائيليين وجها لوجه، لأنها توصلت إلي قناعة بأن مواصلة امطار جنوب الدولة العبرية بالصواريخ يعود عليها سلبا لدي الرأي العام العالمي، ويمنح إسرائيل الحق في الرد بعمليات عسكرية علي قيام الفلسطينيين بقصف مناطق مأهولة بالسكان، مشيرا إلي أن المعارك تدور اليوم في منطقة لا تتعدي الثلاثة كيلومترات، بمحاذاة الشريط الحدودي. وزاد ان إطلاق الصواريخ يقرب نهاية سلطة حماس في قطاع غزة، علي حد تعبيره، ويزيد من شدة الحصار المفروض علي القطاع. بالإضافة إلي ذلك، قالت المصادر الإسرائيلية، إن الفلسطينيين فهموا أن العمليات النوعية التي يبادرون إليها بالقرب من الشريط الحدودي تعطيهم المزيد من نشوة الانتصار وتحقيق الانتصارات التكتيكية علي جيش الاحتلال، مقارنة بعمليات القصف لجنوب الدولة العبرية.وشدد المحلل الإسرائيلي علي أن الفلسطينيين تلقوا الدعم المعنوي من إطلاق النار علي موكب وزير الأمن الداخلي افي ديختر ومن قتل جندي إسرائيلي في بداية شهر آذار (مارس) الماضي، بالإضافة إلي عدد من عمليات اطلاق النار باتجاه جنود الاحتلال، وهذه الأسباب، تابع المحلل قائلا إن حركة حماس علمت أين توجد نقاط الضعف وأين هي نقاط القوة، وتأكد من أن قتل الجنود الإسرائيليين يثير الرأي العام في الدولة العبرية ويدفع صناع القرار في تل أبيب إلي القبول بالتهدئة التي تحاول حركة حماس وبشروطها فرضها علي الاحتلال، كما فهمت الحركة أن إطلاق النار باتجاه الجنوب يعرقل عمل المزارعين الإسرائيليين في منطقة ما يسمي بحاضن غزة، لا بل أكثر من ذلك، كتب المعلق الإسرائيلي: قيادة حماس تعتقد وبصدق أن حرب العصابات علي الشريط الحدودي لا تدفع صناع القرار في تل أبيب إلي اتخاذ قرار بتنفيذ عملية برية واسعة النطاق، كما أن هذه العمليات لا تؤثر سلبا علي حماس في الرأي العام العالمي، علي حد قوله.واعترف المحلل أيضا أن العمليات التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية علي طول الشريط الحدودي من اطلاق نار بواسطة القنّاصة أو تنفيذ عمليات فدائية أو مواجهة الجنود الإسرائيليين وجها لوجه، تمنح المقاومة الفلسطينية تقدما عسكريا واضحا علي الجيش الإسرائيلي، إذ أن المقاومة هي التي تقرر التوقيت، والمكان والأسباب التي تدفعها للقيام بعمليات من هذا القبيل. ولفت أيضا إلي أن النتائج الصعبة من المواجهة أمس، مقتل ثلاثة جنود، هي نتيجة مباشرة للعملية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في ناحال عوز، الأسبوع الماضي، كما أن المقاومين الفلسطينيين تعلموا كيف يكون الرد الإسرائيلي، والأمر الذي تلقاه الجنود من القيادة بالخروج فورا إلي المواجهة.وكشف النقاب عن أن العملية التي نفذت أمس بدأت عندما اقترب فدائيون إلي الشريط الحدودي لوضع المتفجرات، فيما انتظرت القوة الكبيرة في المخبأ، وعندما هب جنود الاحتلال إلي المكان، كانت القوة الفلسطينية بانتظارهم، حيث أمطرتهم بوابل من النيران، الأمر الذي يذكر، وفق المصادر الإسرائيلية، بطريقة العمل التي كان ينتهجها حزب الله في الجنوب اللبناني، خلال حرب لبنان الثانية.وشدد المعلق الإسرائيلي في سياق حديثه أنه تحتم علي صناع القرار في الدولة العبرية ألا يفاجأوا من هذا التطور النوعي في القتل، لأن هذا الأمر كان متوقعا كما أنه يجري في جميع أنحاء العالم، كما تؤكد الكتب والنظريات العسكرية، وهذا الأمر يتطابق تماما، علي حد تعبيره، بالمواجهة بين طرفين، تستمر علي مدار سنوات ولا يستطيع أي أحد من الطرفين أن يحسم المعركة، بالإضافة إلي ذلك، قال إن المقاومة الفلسطينية تمكنت من معرفة الخطوات الإسرائيلية المتوقعة، علاوة علي أن المقاومين يعرفون المنطقة جغرافيا بشكل لا يمكن مقارنته مع الجيش الإسرائيلي، وبالتالي علي الجيش الإسرائيلي أن يبحث عن طرق جديدة لمواجهة حماس في ظل التفوق النوعي لمقاتلي الحركة علي ضوء المعطيات التي ذكرت، كتب المعلق نفسه. وخلص إلي القول أن الحكومة الإسرائيلية تريد التوصل إلي تهدئة مع حماس بواسطة المصريين، لأن هذا الخيار هو الأقل تكلفة بالنسبة لها.وكانت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس اعلنت مسؤوليتها عن قتل ثلاثة جنود.وقال الناطق باسم الحركة ابو عبيدة خلال مؤتمر صحافي عقده في غزة قامت مجموعة من كتائب القسام بالاشتباك مع قوة صهيونية خاصة شرق حي الزيتون اثناء محاولة هذه القوة التسلل داخل ارضنا المحررة .واوضح ان كتائب القسام نصبت كمينا محكما للقوات الصهيونية الخاصة جنوب شرق حي الزيتون، وهذا الكمين مكون من خطين قتاليين احدهما متقدم والآخر متأخر، ومجموع المجاهدين المشاركين في العملية ثمانية مجاهدين وقد عاد مجاهدونا الي قواعدهم سالمين .